مصر تدعو إلى تدخل الأمم المتحدة بعد توقف المحادثات بشأن سد النهضة


ناشدت الحكومة المصرية مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة للتدخل في المحادثات بشأن سد النهضة الذي تقوم إثيوبيا ببنائه على نهر النيل الأزرق.

وجاء الطلب في الوقت الذي توترت فيه العلاقات بشدة بين القاهرة وأديس أبابا بعد فشل عدة جولات من المحادثات على مدى سنوات بين مصر وإثيوبيا والسودان، في التوصل إلى اتفاق لملء السد الكبير.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: 
“اتخذت مصر هذا القرار في ضوء المفاوضات المتوقفة التي جرت مؤخرا بشأن سد النهضة نتيجة المواقف الإثيوبية غير الإيجابية”.
وتوقفت المحادثات بشأن السد مرة أخرى في وقت سابق من هذا الأسبوع دون التوصل إلى اتفاق على الرغم من أنه من المتوقع أن تبدأ إثيوبيا بملء السد الشهر المقبل.

ويكشف النزاع المستمر منذ عقد عن رغبات متنافسة للبلدين حيث تتطلع إثيوبيا إلى أن تصبح دولة مصدرة رئيسية للطاقة، بينما يقابل هذا الطموح قلق مصر من أن يقلل السد بشكل كبير من إمدادات المياه إذا تم ملؤه بسرعة كبيرة.

كما أن مصر، التي تعتمد بشكل شبه كامل على النيل في تلبية احتياجاتها من المياه العذبة، تشعر بالقلق أيضًا بشأن استخدام إثيوبيا لمزيد من المياه خلال سنوات الجفاف.

من جانبه السودان الذي يقع بين البلدين عالق منذ فترة طويلة بين المصالح المتنافسة.

ولمحت كل من مصر وإثيوبيا إلى الخيار العسكري لحماية مصالحهما، ويخشى الخبراء من أن يؤدي انهيار المحادثات إلى صراع شرس بينهما.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استعرض الوحدات القتالية للقوات الجوية للبلاد صباح السبت. وقال إن الجيش “قادر على الدفاع عن الأمن القومي المصري داخل وخارج حدود البلاد”.

واستندت رسالة مصر إلى مجلس الأمن يوم الجمعة على المادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة التي تسمح للأعضاء بتنبيه المجلس بشأن أي قضية يمكن أن تهدد السلام والأمن الدوليين.

وعلى الرغم من مخاوف مصر، فإن السد هو محور محاولة إثيوبيا لتصبح أكبر دولة مصدرة للطاقة في أفريقيا، وتصف البلاد المشروع بأنه شريان حياة للملايين من الفقراء.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو لوكالة أسوشيتد برس يوم الجمعة إن بلاده ستبدأ في ملء السد الشهر المقبل، حتى من دون اتفاق.

وقال: “بالنسبة لنا، ليس من الضروري التوصل إلى اتفاق قبل البدء في ملء السد، ومن ثم سنبدأ عملية التعبئة في موسم الأمطار القادم”. وأضاف: “نريد أن نوضح أن إثيوبيا لن تتوسل لمصر والسودان لاستخدام مواردها المائية الخاصة لتنميتها”، مشيرا إلى أن إثيوبيا تدفع لبناء السد.

وحاولت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام التوسط في صفقة بين الأطراف، لكن إثيوبيا لم تحضر اجتماع التوقيع واتهمت إدارة ترامب بالانحياز إلى مصر.

Next Post Previous Post