مقال :الصومال… تستعيد مشاركتها في التحالفات الدولية


قديما، كانت الجمهورية الصومالية ذات تأثير بالغ في مسألة التحالفات الدولية والتجاذبات الإقليمية، ففي ستينات القرن الماضي وفي وقت كانت معظم الشعوب الإفريقية لا تزال تحت الإستعمار، كانت الصومال المحامي والناطق باسم الشعوب المناضلة أمام مجالس الأمم المتحدة كونها ذالك الوقت أبرز عضو لمنظمة إتحاد الدول الإفريقية، وفي سبعينات القرن الماضي وبعد انضمام الصومال للجامعة العربية وللقوة الشرقية السوفيتية المناهضة للإمبريالية كانت الصومال إحدى أهم الدٌول التي تمتلك موقعا إستراتيجيا حساسا وواحدة من أكبر الجيوش في القارة السمراء أنذاك.

كان للصومال مواقف دولية مثل تصويتها للصين في مجلس الأمم المتحدة، وكذالك مواقف عربية بارزة كتأييدها لجمهورية مصر في إتفاقية كامب ديفيد ووقوفها إلى جانب العراق في حربها ضد إيران، كما كان للصومال مواقف إسلامية مثل مجهوداتها الدبلوماسية في التوسُّط بين باكستان وبنغلاديش ودعمها لقضية شعوب المورو في الفيلبين، وفي بعض الأحيان كانت الصومال تقلب الموازين الدولية كموقفها المفاجأ في طرد الإتحاد السيوفيتي عام ١٩٧٧ إبان الحرب الصومالية الإثيوبية حيث بعدها إنحاز الروس والكوبيون إلى محور إثيوبيا.

بعد حوالي ثلاثة عقود متتالية عانت فيه الصومال حروبا أهلية، وبعد أن كانت شبه غائبة من الأحداث والنزاعات الدولية، رجعت اليوم كفاعل أساسي له دوره الواضح وموقفه ذو التأثير، وإن لم يكن كما كان.

تلعب الصومال حاليا موقفا حياديا وفي بعض الأحيان تشكل تقاربا سياسا مع بعض الدول مثل تركيا التي يعتبرُها الصوماليون بمثابة الشقيق حيث تميل مقديشوا نحو أنقرة في معظم المواقف الدولية، ومن جهة أخرى لم تفقد الصومال في ذالك حلفائها الأخرين كالسعودية التي ستشكِّل معها مجلس الدّول المطلة على البحر الأحمر والذي سيشارك فيه أيضا كل من السودان واليمن ومصر والأردن وجيبوتي واريتريا.

عبدالله قاسم دامي
كاتب صومالي
Next Post Previous Post