بوصاصو – شبكة بونتلاند ترست
في خطوة تعكس الإيمان العميق بأن العلم هو قاطرة التنمية، شهدت مدينة بوصاصو، الحاضرة التجارية والاقتصادية لولاية بونتلاند، حراكاً أكاديمياً وثقافياً لافتاً، تمثل في انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الموسوم بـ "دور التعليم في بناء مستقبل المجتمع الصومالي".
المؤتمر الذي جاء بتنظيم ورعاية من وكالة البحوث والتنمية في شرق أفريقيا ، واستضافته عدد من الجامعات المرموقة في المدينة، يشكل منصة حيوية لتبادل الأفكار ورسم خارطة طريق لمستقبل التعليم في البلاد.
شراكة من أجل التنمية
لا يعد هذا المؤتمر مجرد تجمع أكاديمي تقليدي، بل هو تظاهرة فكرية تعكس روح الشراكة بين المؤسسات البحثية والمؤسسات التعليمية. فقد نجحت وكالة البحوث والتنمية في جمع نخبة من الأكاديميين، وصناع القرار التربوي، والمثقفين، وطلبة الجامعات تحت سقف واحد.
وقد رحبت الجامعات المستضيفة في بوصاصو بهذه المبادرة، مؤكدة أن أبوابها ستظل مشرعة لكل ما من شأنه خدمة المجتمع الصومالي والارتقاء به، معتبرة أن استضافة مثل هذه المؤتمرات هو جزء من مسؤوليتها المجتمعية والتعليمية.
ومن المقرر أن تتناول جلسات المؤتمر، عدة محاور رئيسية تلامس العصب الحيوي للعملية التعليمية في الصومال، ومن أبرزها: الفجوة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات السوق المحلية والإقليمية، وسبل جسر هذه الهوة من خلال تطوير المناهج.
ومن المقرر أن تتناول جلسات المؤتم معايير الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية وكيفية تطبيقها لضمان تخريج كفاءات قادرة على القيادة و التحديات التي تواجه التعليم في الصومال، بدءاً من البنية التحتية وصولاً إلى الكادر البشري، مع التركيز على الفرص الكامنة في التكنولوجيا والتعليم الرقمي.
ويعد مؤتمر "دور التعليم في بناء مستقبل المجتمع الصومالي" في بوصاصو، بمثابة حجر زاوية جديد يضاف إلى بنيان النهضة الصومالية، ورسالة واضحة مفادها أن الصومال يتعافى، وأن سلاحه الأقوى في معركة البناء هو "القلم والكتاب" وأن التعليم ليس مجرد عملية تلقين للمعرفة، بل هو الأداة الأقوى لإعادة بناء الإنسان الصومالي وتشييد مؤسسات الدولة الحديثة.






