بطلة الملاكمة الصومالية رملة علي.. خسارة بطعم الانتصار
أثناء رحلتها الشاقة من الصومال الى المملكة المتحدة, لم يدر في خلد رملة علي أنها ستصبح ملاكمة محترفة من الطراز الأول, فقبل اتخاذ أهلها قرار الهجرة الى الدولة الغربية, شاهدت مناظر الرعب والقتل والإنسانية في ابشع صورها, قتل شقيقها الأكبر أمام ناظريها, وعلى مرأى ومسمع من الجميع, واصلت رملة رحلتها المضنية, استقرت مع أهلها في لندن, مدينة الضباب والفرص, لكن الاستقرار في المدينة الجديدة لم يكن سهلا, فهي معاناة يشترك بها جل المهاجرين, لغة وعادات و ثقافة جديدة, ينتظر من الوافدة الجديدة أن تستوعبها كلها, لتجد مكانا لها بين أبناء تلك المدينة.
عثرات على الطريق
قصة رملة عنوان للأمل والإصرار والكفاح المستمر، وتمثل حقيقي لقول المتنبي "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل", ففي بداية حياتها الدراسية، تروي رملة معانتها مع المجتمع الجديد، وسيل عبارات السخرية والتجريح التي كانت تنهال عليها من كل حدب وصوب، فلون بشرتها السمراء، ولكنتها الثقيلة في بداية الأمر، باتا محلا للاستهزاء والتندر.
رملة لم تعبه كثيرا بتلك المضايقات، واصلت تدريباتها في حلبة الملاكمة، استمرت على ذلك 10 سنوات دون علم من أهلها، شاركت رملة في منافسات محلية في المملكة المتحدة، وفازت بلقبين مهمين في بداية مشوارها الاحترافي، إلا أن آتتها فرصة تمثيل الصومال في أولمبياد الحالية في طوكيو، لتكون أول وجه نسائي صومالي يشارك في منافسات الملاكمة الاحترافية.
خسارة اليوم
رملة خسرت اليوم في جولات الملاكمة، ولكنها البت بلاءً حسنا، غريمتها الرومانية كانت أكثر استعدادا وحضورا في معظم الجولات، حاولت رملة تسديد الضربة القاضية في الجولة الثالثة الى الملاكمة الرومانية نتيشا، ولكنها لم تفلح، ربما خسرت رملة هذه المرة، ولكن هذا لا يعني انتهاء مشوراها الاحترافي، فليها عقد احترافي مع شركة ماتشرووم بوكسينغ (matchroom boxing)، والذي يديرها أنثوني جاشوا الحائز على الميدالية الذهبية في أولمبياد عام2012م عن الوزن الثقيل.
رحلة رملة ومسيرتها الاحترافية تفتح أبوابا كثيرة أغلقت في وجه كثير من فتيات الصومال، في مجتمع يقدس الذكورة ويتنكر لإنسانية الأنثى، فتيات أقصين من كل شيء مباح، وحرمن من أطلاق طاقاتهن الكامنة، فهل يا ترى تظهر رملة أخرى في الصومال قريبا؟!
إرسال تعليق