مقال : عن زيارة آبي أحمد الى السودان وتوجس البعض..


لاحظت أن بعض الإخوة النشطاء أبدوا انزعاجا من زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي د.آبي أحمد الذي وصل الخرطوم في الثامنة من صباح اليوم حسب إفادة وكالة فرانس برس.
ما أريد قوله هنا أن آبي أحمد يترأس الدورة الحالية لمنظمة الإيقاد والتي كلفها الاتحاد الأفريقي أمس بإجراء اتصالات مع الأطراف السودانية لإبلاغهم بقرارات الاتحاد (تجميد عضوية السودان)، والتشديد على وقف كل التدخلات الخارجية في الشأن السوداني (يقصد محور الشر الثلاثي)، كما هو واضح في البنود من 5 إلى 8 من قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي الصادر ظهر امس الخميس.
ربما تكون لرئيس الوزراء الإثيوبي مبادرة شخصية للمساهمة في حل الأزمة ونقل السلطة لأن إثيوبيا يهمها جدا استقرار السودان وأي انفجار (لا سمح الله) سينعكس عليها داخليا.
لدي آراء سلبية في بعض سياسات آبي أحمد خاصة الداخلية منها، لكنني أستطيع أن أؤكد لكم تماما أنه ليس عميلا ولا يمكن أن يكون كذلك، صحيح بدأ فترة حكمه بزيارات إلى دول محور الشر الإقليمي وحصل من أبوظبي على تعهد بمساعدات قدرها 3 مليار دولار وصلت منها فعليا 1 مليار فقط وديعة في البنك المركزي الإثيوبي، ورعى ذلك المحور اتفاق السلام بين إثيوبيا وإرتريا كمحاولة لتحسين سمعته وايجاد نفوذ في منطقة القرن الإفريقي.
ولكن مجرد أن أحس آبي أحمد بنوايا الرياض وأبوظبي أبعد نفسه منهم، ورفض إملاءاتهم المتمثلة في قطع العلاقات مع تركيا وقطر ليس حبا في هاتين الدولتين، وإنما لأن الطلب في حد ذاته مهين وغير مقبول لدولة ذات تاريخ ومكانة كإثيوبيا، ونتيجة لذلك اوقف بن زايد دفع ما تبقى من المساعدات المتفق عليها (2 مليار دولار).
وكذلك رفض آبي أحمد مطالب أفورقي وأبوظبي باتخاذ إجراءات ضد بعض حلفائه في الداخل الإثيوبي مما جعل اتفاق السلام مع إرتريا يدخل مرحلة الجمود وخير دليل على ذلك إغلاق الحدود البرية بين الجانبين من جديد، وتوقف جولات أفورقي المكوكية بين أديس أبابا وأسمرة.
آبي أحمد رفض مجرد التدخل في سياسات بلاده تجاه الخارج فما بالكم بالذي أمر مليشياته بقتل المئات من شباب بلاده الصائمين في نهار رمضان قبل ساعات من حلول العيد ارضاءا لأسياده الخليجيين!!!
ما لا يعلمه كثيرون أن آبي أحمد حذر البرهان مرتين من تدخلات محور الشر المرة الأولى برسالة مفتوحة للشعب السوداني والمرة الثانية برسالة خطية حملها وزير خارجيته الجديد جيدو أندراغاشيو الذي كانت وجهته الأولى إلى الخرطوم، ولكن للأسف لم يستمع البرهان وحميدتي إلى تحذيرات آبي فقد أعمت الأموال والسلطة أبصارهما.
بالإضافة إلى ذلك لعب السفير الإثيوبي لدى الولايات المتحدة فيتسوم أريجا دورا مهما في تنوير الخارجية الأميركية بحقيقة الأوضاع في السودان وحثها على دعم نقل السلطة إلى المدنيين.
ولا يفوتنا بالطبع الإشارة إلى أن إثيوبيا ورواندا لعبتا دورا مهما أمس في صدور قرار تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي وأجهضتا محاولات مصر التي كانت تريد إبطال القرار.
أثبتت الأحداث أن دول الجوار الإفريقي هي الأقرب سياسيا ووجدانيا لشعبنا السوداني انظروا إلى تفاعلات جيرانكم من الصومال وإثيوبيا وجنوب السودان وإرتريا وكينيا ورواندا في السوشيال ميديا مع قضيتنا العادلة، ولاحظوا للخطوات الجادة التي اتخذها الاتحاد الأفريقي أمس ضد القتلة المجرمين، في حين لم تكلف جامعة الذل والعار نفسها حتى بإصدار بيان يتعاطف مع الشهداء وذويهم.

لننتظر ونر ما تخرج به زيارة آبي أحمد ولقاءاته.
*نقلا عن موقع فيسبوك
Next Post Previous Post