الصومال.. ملاذ المسلمين الأوائل


مسجد الروضة فى بونتلاند 

كل من يقرأ التاريخ، ويربط الحاضر بالماضى، يحزن لما أصاب الصومال فى العصر الحديث، وهى التى كانت ملاذ المسلمين الأوائل. فحينما زاد التنكيل بالمسلمين فى فجر الإسلام، أمر النبى صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى الحبشة بحثا عن ملاذ آمن، حيث قال 

»إن بالحبشة ملكا لا يظلم عنده أحد«. وكانت هذه الهجرة الأولى فى تاريخ الإسلام فرارا من بطش قريش.


حط المسلمون رحالهم فى ميناء زيلع، الموجود بشمال الأراضى الصومالية الآن، والذى كان تابعا لمملكة أكسوم الحبشية فى ذلك الوقت طلبا لحماية نجاشى الحبشة »أصحمة بن أبحر«، فأمنهم على أرواحهم وأعطاهم حرية البقاء فى بلاده، فبقى منهم من بقى فى شتى أنحاء القرن الأفريقى عاملا على نشر الإسلام هناك.


وكان لانتصار المسلمين على قريش فى القرن السابع الميلادى أكبر الأثر على التجار والبحارة الصوماليين حيث اعتنق أقرانهم من العرب الإسلام، ودخل أغلبهم فيه. 

كما بقيت طرق التجارة الرئيسية بالبحرين الأحمر والمتوسط تحت تصرف الخلافة الإسلامية فيما بعد. 

وانتشر الإسلام بين الصوماليين عن طريق التجارة. كما أدى عدم استقرار الأوضاع السياسية وكثرة المؤامرات فى الفترة التى تلت عهد الخلفاء الراشدين من تصارع على الحكم إلى نزوح أعداد كبيرة من مسلمى شبه الجزيرة العربية إلى المدن الساحلية الصومالية، مما اعتبر واحدا من أهم العناصر التى أدت لنشر الإسلام فى منطقة شبه جزيرة الصومال.

وأصبحت مقديشيو منارة للإسلام على الساحل الشرقى لأفريقيا، كما أقام التجار الصوماليون مستعمرة فى موزمبيق لاستخراج الذهب من مناجم مملكة موتابا وتحديدا من مدينة سوفالا، التى كانت الميناء الأساسى للمملكة فى ذلك الوقت. وفى تلك الأثناء كانت بذورسلطنة عدل قد بدأت فى إنبات جذورها حيث لم يكن فى تلك الأثناء سوى مجتمع تجارى صغير أنشأه التجار الصوماليون الذين دخلوا حديثا فى الإسلام.

وعلى مدار مائة عام امتدت من سنة 1150 وحتى سنة 1250 لعبت الصومال دورا بالغ الأهمية والمحورية فى التاريخ الإسلامى ووضع الإسلام عامة فى هذه المنطقة من العالم.

وأشار المؤرخان ياقوت الحموى وعلى بن موسى بن سعيد المغربى فى كتاباتيهما إلى أن الصوماليين فى هذه الأثناء كانوا من أغنى الأمم الإسلامية فى تلك الفترة حيث أصبحت سلطنة عدل من أهم مراكز التجارة فى ذلك الوقت وكونت إمبراطورية شاسعة امتدت من رأس عسير عند مضيق باب المندب وحتى منطقة هاديا بإثيوبيا. 


حتى وقعت سلطنة عدل تحت حكم سلطنة إيفات الإسلامية الناشئة، والتى بسطت ملكها على العديد من مناطق إثيوبيا والصومال.
Next Post Previous Post