تركيا تؤكد أنها ستواصل تدريب نخبة الجيش الصومالي


الصومال –  وكالات:  قال السفير التركي في الصومال إن مركز التدريب العسكري التركي في العاصمة مقديشو سيخرج الكتيبة الخامسة من الجنود الصوماليين وستضم حوالي 2500 عسكري.
جاء ذلك، في مقابلة أجرتها “الأناضول” مع محمد يلماز، تطرق فيها لعلاقات التعاون بين تركيا والصومال، وعلى رأسها التعاون العسكري، إضافة إلى مجالات الصحة والتعليم والدعم.
وشدد يلماز، على أن التعاون التركي في مجال التدريب العسكري مع مقديشو “يحمل أهمية بالغة من أجل الصومال، ويساهم في أمنه ومكافحته للإرهاب، وتكوين العمود الفقري لجيش صومالي موحد”.
وتعد القاعدة التركية في الصومال، أكبر مركز تدريب عسكري خارج الأراضي التركية، يهدف لدعم القوات المسلحة الصومالية، وإنشاء جيش وطني موحد ومنضبط.
ويخوض الصومال حربا منذ سنوات ضد حركة “الشباب” التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا تنظيم “القاعدة”، وتبنت العديد من التفجيرات التي أودت بحياة المئات.
تغيير المصير:
بدأت العلاقات المتجذرة بين البلدين في التطور، خاصة عقب زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى العاصمة مقديشو في 2011، وهو العام الذي شهد مكافحة الصومال ضد الجفاف، وفق يلماز.
وأشار إلى أن زيارة أردوغان إلى الصومال غيرت مصير البلد، ونقلت العلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة.
وأوضح أن “الرئيس أردوغان كان أول زعيم غير إفريقي يزور الصومال منذ 20 عاما، ورسائل التضامن التي قدمها هناك برفقة أسرته ووفد كبير، لاقت ترحيبا حارا وسعادة كبيرة من قبل الشعب الصومالي”.
وأكد أن أنقرة لم تتوان عن تقديم الدعم المعنوي والمادي للصومال خلال فترة الجفاف، وأن الدعم التركي للصومال منذ العام 2011 متواصل بحسب الاحتياجات.
مراحل التدريب:
وتشمل عمليات التدريب، حسب يلماز، “إخضاع العسكريين الصوماليين لتدريبات أساسية قرابة 3 أشهر في مقديشو، ثم نقلهم جوا، إلى مركز الكوماندوز بولاية إسبارطة، غربي تركيا، لتلقّي تدريبات إضافية لـ3 أشهر أخرى”.
وينضم العسكريون الذين يستكملون تدريباتهم في إسبارطة، إلى صفوف الجيش الصومالي، لإنجاز المهام الموكلة إليهم، والمشاركة في “العمليات الحساسة”.
وأوضح أنه مع انتهاء تركيا من تدريب قرابة 15 إلى 16 ألف جندي صومالي، ستكون بذلك قد درّبت حوالي ثلث الجيش الصومالي.
ورغم ظهور وباء كورونا، خلال التدريب، يقول يلماز: “استمرت التدريبات، مع مراعاة أقصى درجات الحذر والوقاية من الفيروس”.
وأضاف: “في الوقت الذي علّقت فيه العديد من البلدان فعاليات التدريب العسكري، بسبب الوباء، واصلنا تدريب وتأهيل عناصر الجيش الصومالي، مع الحرص على عدم دخول الفيروس إلى ثكناتنا، ونجحنا في ذلك”.
وسجل الصومال 3 آلاف و220 إصابة بفيروس كورونا، حتى مساء الثلاثاء، بينها 93 وفاة، وألف و598 حالة تعاف، وألف و529 حالة ما زالت نشطة، وفق موقع وزارة الصحة الصومالية.
وإضافة إلى تدريب الجيش الصومالي، فإن مديرية الأمن التركية، تدرب الشرطة الصومالية، وحسب يلماز، أنهت المديرية حتى الآن من تدريب قرابة 600 من عناصر القوات الخاصة الصومالية.
ضرورات أمنية:
وردا على نقاشات تثار بشأن انسحاب قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال خلال المرحلة المقبلة، قال يلماز: إن “الخطة الانتقالية الموضوعة من أجل أنشطة تأسيس الدولة في الصومال، تنص بالأساس على ذلك”.
وتابع: “وفي هذا الإطار، تم خفض عدد قوات البعثة العامين الماضي والحالي بنحو ألفي جندي، ولكن تطبيق ذلك عمليا مرتبط بتشكيل قوات أمن صومالية بعدد كاف”.
واستدرك السفير التركي، أنه “بسبب هذا النقص، بات تأهيل قوات عسكرية صومالية أولوية رئيسية، ويمكننا القول بكل وضوح إن تركيا هي البلد الذي يقدم مساهمة أكثر كفاءة بهذا الخصوص”.
وأشار إلى أن “أنقرة تقوم بتدريب وتأهيل ضباط وضبّاط صف صوماليين، سيشكّلون لاحقا العمود الفقري لجيش بلادهم”.
الصومال وليبيا:
ونفى يلماز صحة المزاعم المتعلقة بطلب أنقرة من مقديشو إرسال جنود صوماليين للمشاركة في الحرب ضد الانقلابي خليفة حفتر بليبيا.
وأوضح أن “بعض الدول، تتعمّد التضليل عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصومال”.
ويأتي هذا تأكيدا لتصريحات إذاعية، لوزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، أحمد عيسى عوض، في 22 يوليو/تموز الماضي، نفى فيها صحة المزاعم المتداولة بشأن وجود مفاوضات بين بلاده وتركيا لإرسال قوات مشتركة إلى ليبيا.
وفي 21 يوليو/تموز الماضي، تداولت وسائل إعلام موالية لحفتر، مزاعم بشأن ترتيبات إرسال قوات صومالية للقتال في ليبيا، دون أن تستند لأي مصدر
Next Post Previous Post