مقال : الصومالية إلهان عمر تفوقت على أمة المليار


عضو الكونغرس الأمريكي إلهان عمر ،سياسية صومالية مسلمة شابة ،شقت طريقها في الولايات المتحدة ،ووصلت بجهدها إلى الكونغرس الأمريكي ممثلة لحزبها الديمقراطي في ولاية مينيسوتا، وأحدثت فرقا ملحوظا ،وحركت الساكن وكشفت المسكوت عنه،في الكونغرس الأمريكي،وأغاظت الأعادي الذين ظنوا بإنجيليتهم أنهم سيطروا كليا على الرأي العام الأمريكي،وجاء نجاح هذه الصبية بعيدا عن رهن الموقف أو تبديد الثروات ،كما يفعل آخرون في الخليج والعالم العربي.

ليست شقراء ولم تغرها الفرصة الأمريكية التي أتيحت لها ومكنتها من التربع على مقعد في الكونغرس الأمريكي،لتصبح مشرعة ومراقبة على أكبر حكومة في العالم ،وهي العربية المسلمة التي جاءت من الصومال الذي أنهكته الحروب العبثية .

بعد وصولها إلى الكونغرس الأمريكي لم تتصهين إلهان عمر أو تتأمرك،وتخرج على شاشة تلفاز مركز الضغط اليهودي" معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية" المقيت "MEMRI" ميمري ،الذي يتخذ من واشنطن مقرا له وأسسه جهاز الموساد الإسرائيلي عام 1997،وتقول أن الفلسطينيين باعوا أرضهم لليهود .


تعرضت إلهان عمر للهجمة الصهيونية المعهودة وهي معاداة السامية ،لكنها لم تتزعزع،وبقيت متشبثة بمواقفها الرافضة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية .

لم يتخلى حزبها الديمقراطي عنها ،ويتركها تصد الريح الصهيوني بمفردها ،بل تكاتف معها 2020 عضوا ديمقراطيا أبرزهم الناشطون/ بيرني ساندرز وكمالا هاريس وإليزابيث وورين،رغم أنها أمريكية متجنسة إنطلقت من العالم الثالث،وإمتلكت الجرأة والشجاعة التي إفتقدها الكثيرون من صناع القرار في العالمين العربي والإسلامي هذه الأيام،وهاجمت الدعم الأمريكي اللامحدود لمستدمرة الخزر في فلسطين المحتلة ،كما انها هاجمت مراكز الضغط الصهيوني في واشنطن "اللوبيات" التي إختطفت أمريكا بعد غياب الرئيس روزفلت ،وأعرقهم الإيباك .

لم تذهب مواقف إلهان عمر أدراج الرياح ،بل أحدثت وقعا ملموسا وتفاعل معها الرأي العام الأمريكي ،فها هو ساندرز يطالب بموقف أمريكي متوازن من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ،والعمل الجاد لتحقيق سلام عادل ودائم،كما ان هاريس طالبت بدورها بضرورة الوقوف ضد معاداة السامية والإسلاموفوبيا والعنصرية ،وقالت وورن أن إنتقاد إسرائيل ليس شرطا ان يكون فعلا معاديا للسامية .

ما يميز إلهان عمر الصومالية السمراء انها دخلت الكونغرس الأمريكي ومارست مهامها فيه ،عربية مسلمة ،لم ترتد عن دينها أو تخلع حجابها ،كما يفعل البعض الذي يتبرع بخلع ملابسه طمعا في نيل الرضا الأمريكي،وقد أفقدت هذه النشمية العربية ترامب صوابه، وطالب بإستقالتها من الكونغرس لكنها لم ترضخ ،وستبقى هي في الكونغرس في حين انه سيطرد قريبا من البيت الأبيض.


بقلم الكاتب أسعد العزوني


Next Post Previous Post