فاجعة تونس: 11 رضيعاً يلقون حتفهم في ظُروف غامضة.. المكان: مستشفى حكومي ورضّع لم يكملوا نموّهم.. استدعاء للأهالي وتسليمهم “فلذات أكبادهم” بعُلب كرتونيّة.. أقاويل تتردّد حول السبب الحقيقي للوفاة.. غضب شعبي وروّاد التواصل يُحمّلون الفساد والتقصير المسؤوليّة


في تونس، الغضب ليس سياسيّاً، ولكنّه فيما يبدو سيتحوّل على إثر الحادثة التي راح ضحيتها 11 رضيعاً في مستشفى عام تقول الأنباء إنه ارتفع إلى 17، لم تُعرَف الأسباب الحقيقيّة لوفاتهم، قيل أن السبب تسمّم بالدم، أو خطأ بشري، ولعلّه التهابات، أو خطأ في اللقاحات، لتتحوّل إلى قضيّة رأي عام، تصدّرت مواقع التواصل الاجتماعي المحليّة، بل وصل صداها إلى الشارع الذي نزل مُحتجّاً على الفاجعة، وأمام المسرح البلدي في تونس العاصمة.

استقالة وزير الصحّة التونسي عبد الرؤوف الشريف، لم تشفي غليل المُعترضين الغاضبين، بل طالبوه بمُحاسبة المُقصّرين بالحادثة، حيث لا يعد وفاة هؤلاء الرضع، حادثة أولى، وحصلت من قبل في المشفيات التونسيّة العامّة، لكن آخرين وصفوا الاستقالة بالشّجاعة والمسؤولة.
وكان وسم “هاشتاق”: “#مذبحة_ الرضع_ تونس″، قد تصدّر، واجتمع روّاده على موقع “الفيسبوك”، على تحميل الفساد، والتقصير، مسؤوليّة تلك الفاجعة، والتي تنهش عادةً الفقراء، وفلذات الأكباد، حيث تواجد أولئك الرضع (مواليد جُدد) لم تتعدّى أعمارهم الأسبوع الواحد، في مشفى حكومي، وكانوا في الحاضنة، لعدم اكتمال نموهم، ومن دون سابق إنذار جرى استدعاء أهالي الرضّع، وإعلامهم بوفاتهم، في ظُروف وصفت بالغامضة، وتشي بتردّي الوضع الصحّي العام، في مستشفيات تونس الحكوميّة، كما نقلت صحف محليّة عن تسليم جثث الرضّع بعلب كرتونيّة، في مشهد غاية بالاستخفاف، وعدم مُراعاة مشاعر ذويهم.

ولم تقتصر الحادثة على وفاة الأطفال، فقد نقلت وسائل إعلام ناطقة بالعربيّة عن ضحايا، قولهم إنهم عانوا من تخبّط إدارة المشفى، حيث لم يجد بعضهم جثة رضيعه، كما خضع بعضها الآخر إلى التشريح دون مُوافقة الأهل، هذا عدا أنّ البعض الآخر اعتقد أن الوفاة، اقتصرت على طفلته، ليكتشف أن فاجعة موت رضّع قد ألمّت بالبِلاد، ولم يُعرف إلى الآن العدد الرسمي للضحايا الرضّع، وتتردّد أنباء عن وصولهم إلى عشرين، وتواجد بعضهم بين الحياة، والموت في العناية المُركّزة.
Next Post Previous Post