مفاجأة " #أبي_عبيدة " تربك #حركة_الشباب في #الصومال


رغم تصعيد حركة "الشباب" المتطرفة، المحسوبة على تنظيم القاعدة، لهجماتها، في الأسابيع الأخيرة في أنحاء الصومال، إلا أن هناك تسريبات حول أن صراعا محتدما بدأ يشق طريقه في صفوف الحركة، وقد يدخلها في مرحلة من الارتباك والضعف. 

 ففي 17 يونيو، كشفت جريدة "دا إستار" الكينية، أن زعيم حركة "الشباب" أحمد ديري المعروف بأبي عبيدة يعاني من سرطان المعدة، الذي وصل إلى مراحل متقدمة، وأن صراعا بدأ على خلافته. وأشارت الجريدة إلى نشوب صراع بين أعضاء مجلس شورى الحركة المنحدرين من قبيلتي "الهوية" و"الدارود" في جنوب الصومال على خلافة أبي عبيدة، حيث قام أعضاء من "الهوية" على عجل بتعيين أحدهم، وهو حسن فيدو، كزعيم محتمل للحركة بعد موت ديري، ما أدى إلى تصدعات داخل المجلس. وكان أحمد ديري تولى رئاسة حركة الشباب بعد اغتيال زعيمها السابق أحمد عبدي غودني "أبو زبير"، في غارة أمريكية في سبتمبر 2014. ولم يكن ديري يتمتع بشعبية كبيرة في صفوف الحركة، ويتردد أن مقاتليها يصفون ولايته بأنها الأسوأ على الإطلاق، بسبب استفراده بالقرارات وإقصائه لرموز الحركة. 

ولعل ما يرجح صحة ما سبق، أن مختار روبو أحد مؤسسي الحركة والناطق الرسمي السابق باسمها أعلن في منتصف أغسطس 2017 انشقاقه عنها، ووقوفه إلى جانب الحكومة الصومالية، التي تقاتل هذه الحركة منذ سنوات.

وكشف روبو، الذي يعرف بأبي منصور، رسميا انشقاقه خلال مؤتمر صحفي عقده في مقديشيو، بعد يومين من تسليم نفسه للحكومة الصومالية، إثر مفاوضات بين الجانبين لم يكشف عن تفاصيلها. ووصف مراقبون حينها انشقاق روبو بأنه أقوى ضربة لحركة الشباب في السنوات الأخيرة، لأنه أحد مؤسسيها، وكان نائبا لزعيمها السابق أحمد عبدي غودني الذي قتل عام 2014، ثم ناطقا باسمها إلى حين نشوب خلافات بينه وبين أحمد ديري.

ورغم اعتقاد البعض أن الحركة تجاوزت انشقاق روبو، في ظل تصاعد هجماتها منذ بداية العام الحالي، إلا أن مفاجأة "دا إستار"، تكشف أن الحركة سعت من خلال تكثيف عملياتها للتغطية على التصدعات بداخلها، أكثر من كونها تطورا في عملياتها القتالية.

ويبدو أن الحكومة الصومالية على دراية بالأزمة داخل الحركة، حيث زار قائد الجيش الصومالي الجنرال عبد الولي جامع غورود، جنوب البلاد، معقل الحركة، في 14 يونيو، وتعهد بتحرير كافة المناطق، التي لا تزال تحت سيطرتها. جاء ذلك خلال زيارة مفاجئة قام بها غورود إلى منطقة "بار سنغوني" في إقليم جوبا السفلى بولاية جوبالاند في جنوب الصومال، التي تم استعادتها في الأيام الأخيرة من سيطرة حركة "الشباب".

ونقل موقع "الصومال الجديد"، عن غورود، قوله، إن الحرب ضد حركة "الشباب" ستستمر حتى يتم تحرير كافة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلوها. وأشار إلى أنه وصل إلى "بار سنغوني" للاطلاع على الإنجازات التي حققها الجيش، وكذلك احتياجاته، وأضاف أن الحكومة الفيدرالية ستحرص على سد احتياجات أفراد الجيش. وكانت منطقة "بار سنغوني"، التي تقع على بعد 50 كم من مدينة كيسمايو عاصمة ولاية جوبالاند في جنوب الصومال، شهدت منذ 8 يونيو مواجهات عنيفة بين القوات الصومالية والقوات الأمريكية والإفريقية الداعمة لها، وبين حركة الشباب. وأعلن الجيش الأمريكي، في بيان، أن قوات خاصة أمريكية، تقاتل إلى جانب نحو 800 جندي من الجيش الصومالي، وقوات الدفاع الكينية، تعرضت لهجوم في 8 يونيو في "بار سنغوني" بقذائف المورتر، ونيران الأسلحة الصغيرة،، أسفر عن مصرع جندي أمريكي وإصابة أربعة آخرين.

وبعد يومين من الهجوم السابق، قام انتحاريان من حركة الشباب يقودان حافلة ركاب صغيرة، الأحد الموافق 10 يونيو، بمهاجمة معسكر في "بار سنغوني"، ما أسفر عن جرح جندي صومالي أطلق الرصاص، على السيارة المفخخة، قبل تمكنها من اقتحام المعسكر، فيما زعمت حركة الشباب، أن الهجوم أسفر عن مصرع 50 من جنود المعسكر. وفي 13 يونيو، استعادت القوات الحكومية السيطرة على المعسكر، الذي تم اقتحامه، من قبل مقاتلي الشباب، مما عرقل مخططات الحركة للتوسع في جنوب البلاد، بعد أن زادت في الأسابيع الأخيرة من وتيرة هجماتها في مناطق بولايات هيرشبيلي وجوبالاند "جنوبا".

وكانت القوات الحكومية المدعومة بقوات تابعة لبعثة الاتحاد الإفريقي "أميصوم"، استعادت أيضا في 7 يونيو السيطرة على مدينة "عيل واق"، في إقليم جدو، بولاية "جوبالاند" جنوب البلاد، بعد سيطرة حركة "الشباب" المتشددة عليها. وتشن حركة "الشباب"، هجمات متكررة للإطاحة بالحكومة المركزية الصومالية، وإقامة حكمها الخاص القائم على تفسير متشدد للشريعة الإسلامية.  


المصدر: جريدة دا إستار الكينية  

Next Post Previous Post