في الصومال : يتم عزل الوزراء المهنيين أصحاب الكفاءات لإقناع أصحاب الفوضى والخراب




يعيش الصوماليون من منذ ما يزيد من عقدين حالة من الفوضى وانعدام النظام في اغلب مناطقه ، حتي في المناطق التى يسودها نوع من النظام تجد السلاح ومنطق القوة والفوضى هو من يسود.


هذا الوضع اجبر كثيرا من العائلات التي تعاني من اضطهاد ابنائها في الفرص والمنح والمناصب وحصول الامتيازات الحكومية على هجرة بلدها والتوجه الى أوروبا مضطرة لا راغبة في ذلك‎‏.

هذه المشكلة والتي يمكن أن نسميها معضلة ، تأصلت داخل المجتمع الصومالي ، حتى أصبح تعيين الوزراء والنواب والمدراء يعتمد على العشيرة التي ينتمي اليها الشخص لا على كفاءته ومؤهلاته العلمية وقدراته الشخصية مما جعل أغلب مؤسسات الأقاليم المحلية وحتى مؤسسات الحكومة المركزية تفتقر الى الكادر الاداري المؤهل القادر على تطوير هذه المؤسسات



ما يزيد من أوجاع هذه المعضلة انه في حال ظهر وزير مهني لا يتبع تقاليد عشيرته في تعينه ، وقدم هذا الوزير نموذجا يحتذى للعمل والابداع والمهنية في منصبه ومتطلبات عمله – يقوم أعيان القبيلة التي ينتمي اليها طلبا بتغييره وتعيين وزير آخر متهميين إياه بتجاهل طلبات العشيرة التي وصلته الى هذا المكان وكأن كل وزارة في الصومال تحكمها قبيلة معينة ‏
هذا الواقع المرير ، يضع تساؤلا كثير الأهمية وهو هل يمكن لوزير أن ينجح بمقدار ما يحب هو نفسه الوزارة التي يديرها ؟

حاول الكثيرون من قبل في توعية المجتمع من هذا المعضلة ـ وحاول آخرون معارضة النظام القبلي في تقاسم السلطة والذي في رأيهم هو أساس المشكلة - ورغم كل هذا سيتم عزل وزراء مهنيين يحملون كل المؤهلات العلمية والادارية التي يحتاجها منصبهم لصالح وزير قبلي يحمل على عاتقه قضية القبيلة ويخافه المسؤولون لانه يحمل مساندة زعماء العشائر الذين هم أساس مكونات المجتمع الصومالي

في نهاية هذا المقال لا يجول في خاطري اي طريقة لإثناء المسؤولين من تعيين وزراء القبائل غير الدعاء ، أن يهديهم الله طريق الحق ـ ليتبينوا الحق من الباطل ولا يرضخوا لطلبات زعماء العشائر ويكافؤا الوزراء المجتهدين في إبقائهم في مناصبهم حتى يتمكنوا من تنفيذ خططهم في تطوير مؤسساتهم ويحققوا النجاح الذي يصبونه اليه

وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول : لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

محمد إبراهيم أحمد

 شبكة بونت لاند ترست
 أول شبكة باللغة العربية تهتم بأخبار المنطقة
Next Post Previous Post