مقال : فشلوا في استمالة الصومال



كشف موقع »أفريكا نيوز« المعني بأخبار القارة السمراء، أن الصومال تتعرض لضغوط مستمرة من دول الحصار لقطع علاقاتها مع قطر.

وذكر الموقع أن الصومال تعرض أكثر من مرة إلى ضغوط لأجل تبني موقف المملكة العربية السعودية، والانضمام إلى دول الحصار، إلا أن الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فارماجو لم يستجب إلى تلك الدعوات وحافظ على موقفه المحايد داعيا جميع الدول الشقيقة المعنية إلى تسوية الخلافات من خلال الحوار.

ويرى »أفريكا نيوز« موقف الرئيس الصومالي بمثابة ضربة للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة المؤثرتين للغاية في الشرق الأوسط وفي الصومال على وجه التحديد، كما أن هذا الموقف قلل الضغط على قطر من خلال الاستمرار في السماح للطائرات بالتحليق في المجال الجوي الصومالي وهو ما أضعف أثر الحصار الجوي وأزعج دول الحصار.

وكانت الدعوة الأخيرة موجهة من ولاية بونتلاند التي دعت الحكومة الفيدرالية إلى تغيير موقفها المحايد بسبب العلاقات الطيبة التي تقيمها مع السعودية والإمارات، وقالت بونتلاند في بيان لها: »نحث الحكومة الفيدرالية الصومالية على إعادة النظرفي موقفها بشأن الأزمة الحالية التي إذا لم تعالج بشكل مناسب سيكون لها عواقب دائمة وسلبية على شعب الصومال«.

وتعتبر السعودية أكبر شريك تجاري للصومال، كما كانت الرياض المحطة الأولى في زيارات الرئيس فارماجو الخارجية بعد توليه منصبه في فبراير الماضي، وبفضل هذه الصلات الوثيقة تميل مقديشيو إلى المواءمة مع المملكة.

وفي يناير عام 2016 على سبيل المثال، قطعت الصومال العلاقات مع إيران بسبب الخصومة المحتدمة بينها وبين المملكة، وفي اليوم نفسه تلقت مقديشيو مساعدات بقيمة 50 مليون دولار من الرياض، فضلا عن دعم مقديشيو للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

وعلى الرغم من عرض المملكة تقديم 80 مليون دولار للصومال في حال دعم موقفها ضد قطر، يرفض الرئيس الصومالي الانخراط في الأزمة الحالية لعدة أسباب من بينها العلاقات الوثيقة مع الدوحة، بالإضافة إلى أسباب سياسية أخرى منها استياء الصومال من دعم الإمارات المستمر لمنطقتي صومالي لاند وبونتلاند المتمتعتين بالحكم الذاتي.

وقد اتهمت مقديشيو دولة الإمارات العربية المتحدة بتقويض السلامة الوطنية الصومالية وتجاوز الحكومة المركزي ةبالموافقة على تولي إدارة الموانئ في بربرة وبوساسو.

وتحصل كل من صومالي لاند وبونتلاند على مساعدات إنمائية كبيرة من الإمارات، كما أن الإمارات تمول قوات الأمن في جوبالاند، فضلا عن استثمار »موانئ بي آند أو« العاملة تحت مظلة موانئ دبي العالمية نحو 336 مليون دولار في تطوير ميناء بوساسو، كذلك تعد السعودية والإمارات أكبر مستوردين للثروة الحيوانية الصومالية ويمكن للدولتين أن يستغلا التوترات السياسية الداخلية للصومال لتحقيق أهدافهما الخاصة وزيادة الضغط لتبني موقفهما.

مصدر :صحيفة الوطن القطرية 
Next Post Previous Post