بونتلاند : بعد مرور ١٩ عاما على تأسيسها عين على المصالحة الداخلية وأخرى على البنية التحتية


تحتفل ولاية بونت لاند ذات الحكم السيادي في شمال شرق الصومال  بالذكرى ١٩ من تأسيسها، حيث شهد القصر الرئاسي في مدينة غرووي عاصمة الولاية حفلا بهيجا شاركه  المسؤولون الكبار في الولاية وفي مقدمتهم رئيس ولاية بونت لاند الدكتور عبدالولي محمد علي جاس وبحضور مسؤولين من هيئات حكومة بونت لاند المختلفة ومندوبين من الهيئات الدولية،وشخصيات قيادية أخرى وذلك تحت إجراءات أمنية مشددة.

وتتمتع  مناطق ولاية  بونت لاند– شمال شرق الصومال-   بالأمن والاستقرار، نتيجة نظامها الحكومي الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1998 في مدينة جروي- عاصمة ولاية بونت لاند.

كلمة بونت تعني (البخور) وهي من الثروات التي تصدرها المنطقة إلى الخارج،كمورد اقتصادي تعتمدها الولاية بعد ثروة المواشي.

منطقة بونت لاند ذات تجارب مديده في العمل السياسي والحكم الذاتي وهي من الناحية الجغرافية تتبع إقليم الجنوب من الصومال الذي كان مستعمرة إيطالية سابقاً، إلا أنها امتازت عن مناطق الجنوب بخضوعها لسلطنات وإدارات ذاتية منها مملكة الماجرتين والتي كانت عاصمتها برجال في أعوام 1860-1927  وسلطنة محمود علي شري 1897-1960 وسلطنة هوبيو ( كينديد) 1878-1925.

وبعد انهيار الصومال، التقى الزعماء التقليديون من عشيرة هارتي "دارود" في غاروي وبعد سلسلة من المؤتمرات أعلنوا أخيرا عن حكمهم الذاتي المتمركز في بونتلاند في 1 أغسطس من عام ١٩٩٨

وعلى الرغم من اعلان لجنة الانتخابات في بونت لاند والتحول الى نظام الأحزاب  إلا أن النظام الانتخابي ما زال يعتمد على العشائر، فقط ٦٦ مشرعا يختارهم شيوخ العشائر يمكن ان يختاروا الرئيس. 

وبالرغم من ان ولاية بونت لاند تعمل كمنطقة شبه مستقلة، فقد تعهد مسؤولوها بان يكونوا دائما جزءا من الصومال، على عكس منطقة صوماليلاند الانفصالية التى تسعى للاستقلال.

وتعتبر ولاية بونت لاند التى يبلغ عمرها ١٩ عاما واحدة من اكثر المناطق سلمية فى الصومال ولكنها واجهت عددا من التحديات فى الأعوام الماضية  لعل اشهرها اندلاع  اعمال القرصنة على طول سواحلها  والهجوم المفاجئ الذي شنته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة  في المناطق الساحلية في محافظتي مدج ونوجال التابعتين لها والذي نجحت قوات بونتلاند المسلحة بإفشاله حيث ألحقت خسائر فادحة  واعتقلت كثيرا من أعضاء هذه الحركة وقتلت آخرين في انتصار عسكري نال اشادة الحكومة الفيدرالية آنذاك والمجتمع الدولي 

وفي حملته الانتخابية فان الرئيس الحالي لولاية بونتلاند الدكتور عبدالولي محمد علي جاس وعد بتنظيم مؤتمر مصالحة ووفاق وطني شامل لعشائر الولاية لاقناع القبائل التي تشتكي من التهميش السياسي والتوزيع الغير العادل للسلطة  ولترتيب البيت الداخلي وكذلك تعهد الرئيس أيضا في زيارته التاريخية الى مدينة برجال   بايصال خدمات الحكومة الى المناطق النائية التي تبعد المدن الرئيسية في اقصى شرق الولاية  وهو ما لم يتحقق حتى الآن

من ناحية أخرى فان حكومة ولاية بونت لاند برئاسة الدكتور عبد الولي محمد علي جاس تقول بانها تضع تطوير البنية التحتية للولاية كواحدة من أهم الأولويات للنهوض بالمجالات الإقتصادية الأخرى في الولاية الا ان مراقبيين يتهمون الحكومة الحالية بتهميش مناطق معينة مثل أقاليم بري وجردفوا وان مشاريع التنموية فقط تنفذ في العاصمة والمدن الرئيسية وان الحكومة الحالية في ولاية بونت لاند لم تحارب الفساد كما وعدت موضحيين ان ولاية بونت لاند وبعد مرور ما يقرب عقدين من الزمان لم ترضى جميع الأطراف التي شاركت وساهمت في تاسيسها وانها بأمس الحاجة الآن الى اعادة ترتيب البيت الداخلي وترتيب الاوراق الملخبطة قبل ان ينفلت العقد ويفوت الآوان


شبكة بونتلاند ترست 
   أخبار المنطقة بالصوت والصورة

Next Post Previous Post