بقلم : محمد إبراهيم أحمد
تثير التقارير التحليلية التي تتناول التحديات الأمنية في الصومال، وخاصة في ولاية بونتلاند، نقاشات حادة تتطلب تحليلًا موضوعيًا ودقيقًا.
قبل يومين نشر مركز الجزيرة للدراسات تقريرا للكاتبة الأستاذة سمية عبد القادر شولي بعنوان : بونتلاند: الحرب على الدولة الإسلامية والسيناريوهات المستقبلية وركز على تصاعد المواجهات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في بونتلاند، وقدم التقرير تحليلًا شاملاً للإستراتيجية العسكرية المتبعة، والعوامل التي دفعت لصعود داعش، والآثار الإنسانية المتفاقمة بسبب النزوح الجماعي من مرتفعات عَلْمِسكاد، فضلا عن سيناريوهات مستقبل الصراع. .
تميز تقرير الأستاذة سمية عبد القادر بالشمولية والعمق، كبحر واسع يحتضن اللآلئ، حيث تناول مختلف جوانب الصراع، من خلفية تأسيس تنظيم الدولة الاسلامية في الصومال، مرورا بتحليل طبيعة مرتفعات علمسكاد، كقلاع وحصون استراتيجية للتنظيم، وصولا الى استعراض استراتيجيات مقترحة لمواجهة التنظيم وقدم التقرير التباين الواضح بين حملة بونتلاند ضد داعش، وعمليات الحكومة الفيدرالية الصومالية ضد حركة الشباب في الجنوب والوسط، وهذا التباين يعكس اختلاف طبيعة الأهداف والمنهجيات والتحديات بين الحملتين.
ورغم اجتهاد الكاتبة في تقديم تحليل استراتيجي شامل ، إلا انها تعرضت لهجوم شخصي كبير ،تركز على قضية انتماء بعض عناصر حركة الشباب الى قبيلة الاسحاق . فالإشارة الى انتماء بعض العناصر الى قبيلة معينة لا يعني بأي حال من الاحوال اتهام القبيلة بأكملها بالإرهاب، ولا يجب ان يؤدي ذلك الى تشتيت الانتباه عن التحليل الشامل للتحديات الامنية. فالتقرير لم يحّمل اي قبيلة مسؤولية أفراد ينتمون لهذه الجماعات بل حاول فهم خبايا الصراع بشكل موضوعي ودقيق.
ان التقرير يمثل جهدا أكاديميا جادا، يحاول فهم أُسُس الصراع، وتقديم تحليل عميق للتحديات الأمنية في المنطقة. والهجوم على الكاتبة لا ينكر دقة التقرير وشموليته ويجب ان يُقرأ بروح من النقد البناء والتحليل الموضوعي، بعيدا عن التحامل والتشويه.
Social Footer