مقال : معارضة بونتلاند يا متعة الركود والاحتكار والمحاصصة القبلية بقلم محمد إبراهيم



آه. كم هو مبهج أن نشهد في ولاية بونتلاند بعد 25 عاما.  نظامَ الحصصَ القَبليّ ما زال ساري المفعول والمعارضة السياسية هنا تعتقد  أن النظام الديمقراطي المتعدد الأحزاب ليس إلا مصدرإزعاج.

 من يا ترى  يحتاج إلى التقدم عندما يكون بإمكانه التشبث بالممارسات التي عفا عليها الزمن 

نظامُ الحصص القَبليّ، تحفة حقيقية من الهندسة السياسية. لماذا نهتم بالجدارة والكفاءة عندما يكون بمقدورنا تخصيص المناصب على أساس الانتماءات القبلية؟ 

إنها مثل لعبة الكراسي الموسيقية، لكن بدلاً من الموسيقى، لدينا حصة لكل قبيلة، تحدد من سيحصل مقعداً على الطاولة. لماذا نهتم بالمؤهلات عندما يكون بمقدورنا إعطاء الأولوية للولاء القبلي؟ 

التغيير مبالغ فيه، أليس كذلك؟ 

لماذا نهتم بالتقدم عندما يكون بمقدورنا التزام ما نعرفه؟ المعارضون للانتقال يخشون المجهول كما تخاف القطة من الماء. ويعتقدون أن تبني نظام ديمقراطيٍ متعدد الأحزاب، لن يؤدي إلا إلى الفوضى والارتباك. فمن الذي يحتاج إلى مشهد سياسي نابض بالحياة عندما يكون بوسعنا أن ننعم براحة الركود؟ إنه مثل العيش في كبسولة زمنية، ولكن بدون المشاعر القديمة الرائعة.

وفي النهاية،  يتعين علينا أن نشيد بأولئك الذين يعارضون التقدم ويتشبثون بأنظمة عفا عليها الزمن. إن تفانيهم الذي لا يتزعزع في الحفاظ على الوضع الراهن أمر يستحق الثناء حقًا. ففي نهاية المطاف، لماذا نسعى جاهدين من أجل مستقبل أفضل عندما يكون بامكاننا استمتاع بمجد الماضي؟ ولنرفع أكوابنا لأبطال الرتابة والمحاصصة القبلية، فهم يذكروننا أن التغيير مبالغ فيه، والابتكار للضعفاء. يحيا حكم الركود في بونتلاند !


مقال ساخر : بقلم محمد ابراهيم 

Next Post Previous Post