مقال : الا تخجلون من أنفسكم يا موانئ دبي ؟

 

 حين وقعت شركة "موانئ بي آند أو" التابعة لمجموعة موانئ دبي، في السادس من شهر أبريل من عام 2017 اتفاقية لإدارة وتطوير ميناء بوصاصو متعدد الأغراض مع ولاية بونتلاند الصومالية، أنا وكثيرون غيري استبشرنا خيرا وقلنا لعلها بداية شراكة مع الاخوة في الامارات ، حيث كانت هناك علاقة تاريخية متميزة تربطنا بهم   
لكن للأسف، كانت قراءتنا خاطئة وتبين لنا بعد مرور ثلاثة أعوام ونيف، ان مؤسسة موانئ دبي غير جادة بتطوير مينائنا وتستغلنا لأطماعها الخاصة  وأن المشغل  "بي اند أو" وكيل موانئ دبي  تعمّد عدم تنفيذ خطة الاستثمار الخاصة , بالمرحلة الأولى من عملية التطوير خلال الفترة الزمنية المحددة لها 
وتبين لنا أيضا أن همهم الوحيد هو عرقلة مساعينا في اعادة اعمار بلادنا فاحتكروا الميناء باتفاقية لم ينفذوا بندا واحدا من بنودها ،وقاموا بفرض رسوم جمركية إضافية على الشعب ،مهددين كل من يخالفهم الرأي.
فمن الطبيعي أن «ننزعج اشد الانزعاج» مما يجري في بلادنا
نحن لا نمانع ان تستفيدوا من الميناء بعد تطويره ماليا وسياسيا، ولكن يجب ان تضعوا سكان المنطقة في المقام الاول، فبالله عليكم يا رجال موانئ دبي ألا تخجلون أن تصبح الامارات بلداً يشتهر بالاحتلال والظلم والفساد والمؤامرات
ألا تخجلون يا موانئ دبي أن الامارات بلد الرخاء والفرح والسعادة، وتعانق الاديان، وأحد أقوى وأمتن الاقتصادات في العالم أن يقال عنها بأنها تنهب وتسرق ثروات الشعوب الاخرى مستخدمة طرقا ملتوية وغير شرعية 
ألا تخجلون يا موانئ دبي والعالم المعاصر قد اجتاز عقدين من الالفية الثالثة، وحقق مجموعة من أهدافها كتقديم المساعدة الإنمائية بصورة أكثر سخاء للبلدان النامية ، ان تتسببوا انتم في انهيار اقتصادات تلك دول بدل دعمها ومساعدتها كما يحصل في اليمن والصومال
ألا تخجلون يا موانئ دبي .. في عالم أصبحت بلدان العالم وشعوبها تتجه نحو السلام والتسامح ، أن تصبح الامارات كيانا  يتفنن في اشعال الفتن والخلافات ، وتمزيق عرى التقارب، ويبني العوازل الطائفية والمذهبية، والمناطقية، ضاربين بعرض الحائط جميع القيم الإسلامية النبيله وكذلك بالقيم الانسانية وبما تقتضيها الأخوة الصادقة، وتدفع إليها المروءة والشجاعة  وكذلك بالقيم الأصيلة التي عُرف بها الشعب الاماراتي 
ألا تخجلون  يا موانئ دبي من صوت الأرامل واليتامى، ومن غصّة اب يعمل طول اليوم ليوفر لأبنائه قوت يومهم ويؤثر عليه انهيار الشلن الصومالي  والذي انتم سببا من أسباب انهياره  
وفي الختام الا تخجلون يا موانئ دبي ، أم ان ضميركم قد مات  لأنه  عندما يموت الضمير يتجرد الأنسان من أدنى مقومات الأنسانية ليلهث وراء المصالح وما يحققه من مكتسبات دنيوية أو ما تسمونه عندكم " مشاريع اقتصادية"  

بقلم : محمد إبراهيم أحمد 
كاتب صحفي ومدون صومالي 

إرسال تعليق

إرسال تعليق