السلطان الغازي ضد فانيل الحبشي


علم المجاهد أحمد بن إبراهيم الغازي المجاهد الصومالي أن أحد قساوسة ملك الحبشة ويسمى ” فانيل ” من أهل دواروا ومعه جماعة من البطارقة قد وصلوا إلى بلاد المسلمين إلى مكان يسمى بلاد الهوبت داخل الصومال وقد نهبوا بلاد المسلمين وأسروا النساء وعيالهم وأخذوا مواشيهم .

فسار هو وجيشه وشنوا غارة على الكفرة ( حسب وصف المؤرخ ) وحرض الجند بعضهم بعضا على الجهاد في سبيل الله والتقوا في مكان يسمى عقم وهو نهر عظيم .

فحمل المسلمون على الكفرة واقتتلوا قتالا عظيما وعظم النزال وكثر الغبار والتقت الأبطال بالأبطال فلا تسمع إلا وقع السيوف وحين اشتد الأمر على المسلمين لقلة عددهم وعدتهم وكثرة عدد الكفرة وعدتهم حينئذ شق المجاهد البطل أحمد الغازي صفوف النصارى وحمل المسلمون معه على ميسرة العدو فولوا الأدبار وتبعهم المسلمون ضربا وطعنا فاقبلت ميمنة الكفار وفيها البطريق الجبار العنيد والشيطان المريد المسمى “فانيل” وعليه دروع مانعة وعلى رأسه غطاء رأس معدني لا يظهر منه سوى العيون ومعه نفر من فرسانه الأقوياء المهرة فثبت المسلمون واستقبلوهم بقلوب مؤمنة وهمة محمدية واقتتلوا هناك كأعظم ما يكون ومالت الكفة لصالح جيش المسلمين فولوا الكفار هاربين وقتل من البطارقة جماعة ومن العساكر الوف وغنم المسلمون يومئذ ستين فرسا ومن الآلات والدواب شيئا كثيرا لا يحصى وأخذوا ما كان في يد الكفرة من أسرى المسلمين فرحين مستبشرين ونجاهم الله قبل أن يقتلهم الكفار حيث أنهم كانوا يقتلون اسرى المسلمين ولا يبادلوهم .

ووقع كبير بطارقة الكفرة في أسر المسلمين وكان وقوعه في الاسر هو وقوع لملك الحبشة شخصيا وقد قتل البطريق “فانيل” الكثير من المسلمين في أوقات سابقة وأخذ الكثير من النساء اسرى واستعمل أطفال المسلمين في أعمال السخرة ورعي المواشي وغيره من الأعمال الشاقة فما كان من مولانا البطل المجاهد أحمد الغازي إلا أن أمر هذا البطريق أن يرسل 200 من الأسرى النصارى ومعهم الدواب إلى الحبشة على أن يعودوا ومعهم الصليب الكبير على الكنيسة الكبرى في الحبشة ولم تكن كنيسة على الحقيقة بل مكان لإدارة الحروب واعتقال اسرى المسلمين زائد كل محتويات ما يسمى لديهم بالمذبح من داخل الكنيسة ومحتويات المذبح لدى النصارى تعد من قدس الأقداس لديهم وأهون على النصراني أن تأخذ روحه على أن تمس قطعة من محتويات المذبح ناهيكم على أن تحمله النصارى إلى بلاد الصومال وأرض الجهاد والبطل أحمد الغازي يأخذ المحتويات غنيمة للمسلمين وبها الكثير من الذهب والنحاس والجواهر والأموال النفيسة والأحجار الكريمة النادرة كان يكنزها البطارقة .
وقد خدعهم أحمد الغازي أنه سيطلق سراح البطارقة كلهم مقابل تلك الغنائم وبعد عودة الأسرى بالغنائم رفض المسلمون إطلاق سراح البطارقة وأطلقوا مكانهم أناس من عامة الجند وكان البطارقة قد تفاوضوا لإطلاق سراح أنفسهم دون جنودهم في مظهر قبيح لحب الدنيا والنفس الدنيئة ولخسة أخلاق البطارقة قادة جيش كفرة الحبشة

ورغم ذلك فإن المجاهد أحمد الغازي وجنوده عاهدوا الله ألا يتركوا حق من قتلهم هذا المجرم القسيس ” فانيل ” فترك البطريق فانيل للأسرى المحررين يفعلوا به ما يشاءون انتقاما لمن قتل من أحبائهم وأطفالهم ونسائهم فأخذه الأسرى وربطوه شهورا مع الحيوانات حتى ركبه مرض الجرب والسل فمات متعفنا نتن الريح قبيح المنظر فأحرق الناس الحظيرة وجسده فيها وشفى الله قلوب المسلمين بموته بعض الشيء وللمجاهد أحمد الغازي جولات وجولات مع نصارى الحبشة المعتدين فنكل به وأهانهم وحجمهم داخل بلادهم وكل ذلك برغم قلة عدد وعدة جيشه
Next Post Previous Post