لماذا تحشر #الإمارات "أنفها" في #الصومال؟


ناقش برنامج "الساعة الأخيرة" على شاشة التلفزيون العربي الأسباب الحقيقية وراء تدهور العلاقة بين الإمارات والصومال، لا سيما بعد مصادرة قوات الأمن الصومالية نحو 10 ملايين دولار من إحدى طائرات الإمارات المدنية، وهو ما اعترضت عليه الإمارات مما يعكس علاقة متوترة وأجندة إماراتية غامضة خاصة بعد حظر الصومال نشاط شركة موانئ دبي العالمية الشهر الماضي.

أزمة جديدة
تأزمت الحال بين الصومال والإمارات مجددا، ظاهر الأزمة المستجدة هو احتجاز السلطات الصومالية يوم الأحد الماضي طائرة مدنية خاصة على متنها 47 فردا من القوات الإماراتية والاستيلاء على مبالغ مالية تقدر بـ 10 ملايين دولار؛ قالت الإمارات إنها مخصصة لدعم الجيش الصومالي، لكن حقيقة الأمور قد تكون مختلفة، إذ يعود السجال الإماراتي الصومالي إلى شهور سابقة.

في العام الماضي، رفضت الصومال اتفاقا بين الإمارات وجمهورية أرض الصومال غير المعترف بها دوليا على إنشاء قاعدة عسكرية إماراتية في مدينة بربرة على ساحل خليج عدن، إضافة إلى ما نقلته صحف صومالية عن رفض مقديشو تقديم الإمارات مبلغ 80 مليون دولار للرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو مقابل قطع علاقاته بقطر.
ويبدو أن العلاقات الصومالية الإماراتية أصيبت بمقتل بعد أن افتتحت تركيا العام الماضي قاعدة عسكرية ضخمة جنوب مقديشو على ساحل المحيط الهندي، حدث ذلك تزامنا مع تطور العلاقات التركية الصومالية التي شهدت توقيع عشرات الاتفاقات الاقتصادية بين البلدين.
والأزمة بين الصومال والإمارات ليست وليدة اللحظة لكن في جديدها، وفق مقديشو، أن الرواية الإماراتية عن المبالغ المالية الإماراتية على متن الطائرة وما قيل عن تخصيصها للجيش الصومالي ليست مقنعة، إذ يتهم مراقبون صوماليون أبوظبي بمحاولة إيصال المبالغ إلى دولة أرض الصومال في إطار سعيها إلى تقسيم الصومال.
تفتيت الدولة الصومالية
قال الباحث الأكاديمي، الدكتور فرح محمد عبد الرحمن، إن الإمارات تتدخل بشكل سافر وغير مبرر في أمن وسيادة وشؤون الصومال، موضحا أن الخلاف ليس وليد اليوم وإنما بدأ قبل 6 سنوات، عندما حاولت الإمارات خلق جو طائفي بين القبائل الصومالية عبر تدريب ميليشيات تابعة لها ولكنها فشلت في ذلك.
واعتبر عبدالرحمن أن الإمارات تسعى لتفتيت الدولة الصومالية الوطنية السيادية واستمرار الحرب بين القبائل، بعد حرب أهلية دامت 27 عاما، أما عن الأسباب؛ فقال إن الأيام ستوضح مصلحة الإمارات في ذلك.
 وأشار إلى أن دولة الإمارات وعلى رأسها المؤسس الراحل كانت دولة شقيقة للصومال ولها تاريخها الحافل، ولكنها شهدت تغيرا جذريا غير مبرر من خلال التدخل السلبي في الصومال وغيره من البلدان.
وتعقيبا على أهمية الصومال، قال عبدالرحمن إن "الصومال يعد بوابة القرن الأفريقي؛ وهو الدولة المركزية حيث لا يمكن أن تصل إلى إثيوبيا ودول أخرى إلا عبر المرور بالصومال، غير أن الشعب الصومالي منبثق ومتشعب في القرن  الأفريقي كله، ولذا فإن كل قضية تمس سيادة وأمن الصومال تنعكس على كل شخص في القرن الأفريقي".
وبحسب الباحث الأكاديمي فإن إمكانيات الحل مع الجانب الإماراتي تكمن بيد أبوظبي، ذلك أنها الجانب المعتدي، ولا يوجد أي مشكلة لدى دولة الصومال مع الحل، ولكنها في نفس الوقت لن تسمح أو تتساهل بأي تجاوز آخر من قبل الإمارات.
ويشار إلى أن الحكومة الصومالية أنهت الدور الإماراتي في تدريب القوات الصومالية، وذلك بعد أيام من احتجاز الأخيرة للطائرة الإماراتية ومصادرة الأموال على متنها، وبالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية للجيش الصومالي، حيث أعلن وزير الدفاع الصومالي، محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، أن حكومة بلاده ستتولى إدارة القوات المدربة من قبل دولة الإمارات بشكل كامل، وذلك في تصريح نقلته وكالة الأنباء الصومالية.
الإمارات والقرن الأفريقي
تتمدد الإمارات العربية المتحدة في القرن الأفريقي حتى من دون إذن أصحاب الأرض، مع الشكوى التي كان قد وجهها الصومال لمجلس الأمن احتجاجا على اتفاق أبو ظبي مع السلطات الإقليمية لأرض الصومال، بهدف إنشاء قاعدة عسكرية في ميناء بربرة.
كان المندوب الصومالي لدى الأمم المتحدة اعتبر أن البدء بتشيد قاعدة عسكرية إمارتية في ميناء بربرة دون موافقة الحكومة الاتحادية هو اعتداء على السيادة الصومالية.
وكان المندوب الصومالي لدى الأمم المتحدة اعتبر أن البدء بتشيد القاعدة دون موافقة الحكومة الاتحادية هو اعتداء على السيادة الصومالية مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ الاجراءات المناسبة لوقف الانتهاكات الإماراتية.

عاد الصوت الصومالي ضد التواجد العسكري الإماراتي إلى الواجهة بعد محاولات أبوظبي للتمدد في منطقة القرن الأفريقي وباب المندب الاستراتيجي، حيث سعت الإمارات إلى نشر قوات عسكرية في جيبوتي وتوقيع اتفاقية لتطوير ميناء عصب العسكري المطل على البحر الأحمر في إرتيريا إلى جانب سطوتها العسكرية على المناطق الاستراتيجية الخاضعة للحكومة في اليمن والمطلة أيضا على باب المندب، وكذا الاحتلال العسكري المباشر لجزيرة سقطرى الاستراتيجية التي تتحكم في الملاحة البحرية في مضيق باب المندب.
خيوط كثيرة تتقاطع لتكشف أن السلطات في الإمارات تسعى بشكل حثيث ومنذ سنوات إلى بناء شبكة عسكرية قادرة على وضع منطقة باب المندب بشكل عام وحركة النفط الدولية بشكل خاص تحت سيطرة أبوظبي التي تنافس في ذلك قوة كبرى كالولايات المتحدة وفرنسا والصين، وهو ما لا يتناسب مع الحجم الجيوسياسي للإمارات التي ستواجه الكثير من المتاعب في منطقة مشهورة بالاضطرابات.

شاهد الفيديو من هنا 


المصدر : موقع التلفزيون العربي
Next Post Previous Post