مشكلة التصحر و أثره علي حدوث المجاعات وانتشار الأمراض في أفريقيا ( دراسة تطبيقية علي الصومال )


يرجع الفضل الأول في تحديد مفهوم البيئة العلمي، إلى العلماء العاملين في مجال العلوم الحيوية والطبيعية، فيرى البعض أن للبيئة مفهومان يكمل بعضهما البعض أولهما «البيئة الحيوية» وهو كل ما يختص لا بحياة الإنسان نفسه من تكاثر ووراثة فحسب، بل تشمل علاقة الإنسان بالكائنات الحية، الحيوانية والنباتية، التي تعيش في صعيد واحد. أما ثانيهما وهي «البيئة الطبيعية أو الفيزيقية» وهذه تشمل موارد المياه وتربة الأرض والجو ونقاوته أو تلوثه وغير ذلك من الخصائص الطبيعية للوسط. ويرى البعض الآخر أن البيئة تعني الوسط الذي يعيش فيه الكائن الحي أو غيره من مخلوقات الله وهي تشكل في لفظها مجموع الظروف والعوامل التي تساعد الكائن الحي على بقائه ودوام حياته. ويحاول اتجاه آخر التركيز على الإنسان باعتباره أحد مكونات البيئة الفاعلة، فيعرف البيئة بأنها كل مكونات الوسط الذي يتفاعل معه الإنسان مؤثراً ومتأثراً، أو هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته، من غذاء وكساء ودواء ومأوى، ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر. ويبدو أقرب للحقيقة العلمية القول إن البيئة هي مجموع العوامل الطبيعية والبيولوجية والعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تتجاور في توازن، وتؤثر على الإنسان والكائنات الأخرى بطريق مباشر أو غير مباشر. وهذا التعريف يبصر بأن البيئة اصطلاح ذو

 مضمون مركب: فهناك البيئة الطبيعية بمكوناتها التي أودعها الله فيها، وتشمل الماء والهواء والتربة وأشعة الشمس، وما يعيش على تلك العناصر والمكونات من إنسان ونبات وحيوان. وهناك البيئة الاصطناعية وهي تشمل كل ما أوجده تدخل الإنسان وتعامله مع المكونات الطبيعية للبيئة، كالمدن والمصانع والعلاقات الإنسانية والاجتماعية التي تدير هذه المنشآت.

البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان
 البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها فنقول:- البيئة الزراعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية.... ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات...
وقد ترجمت كلمة Ecology إلى اللغة العربية بعبارة "علم البيئة" التي وضعها العالم الألماني ارنست هيجل Ernest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين هما Oikes ومعناها مسكن، وLogos ومعناها علم وعرفها بأنها "العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه ويهتم هذا العلم بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، غازات المياه والهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء.
ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان- "الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية و مغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.

فالحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها الكائنات الحية.
وقد قسم بعض الباحثين البيئة إلى قسمين رئيسين هما:-

1. البيئة الطبيعية:- وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها أو استخدامها ومن مظاهرها: الصحراء، البحار، المناخ، التضاريس، والماء السطحي، والجوفي والحياة النباتية والحيوانية. والبيئة الطبيعية ذات تأثير مباشر أو غير مباشر في حياة أية جماعة حيةPopulation من نبات أو حيوان أو إنسان.
2. البيئة المشيدة:- وتتكون من البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها، ومن ثم يمكن النظر إلى البيئة المشيدة من خلال الطريقة التي نظمت بها المجتمعات حياتها، والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية، وتشمل البيئة المشيدة استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب فيها عن الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والعاهد والطرق...الخ.

والبيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السيد يوثانت الأمين العام للأمم المتحدة حيث قال "أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك.. وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة". و هذا يتطلب من الإنسان وهو العاقل الوحيد بين صور الحياة أن يتعامل مع البيئة بالرفق والحنان، يستثمرها دون إتلاف أو تدمير... ولعل فهم الطبيعة مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده.
يمكن تقسيم البيئة، وفق توصيات مؤتمر ستوكهولم، إلى ثلاثة عناصر هي:-
1. البيئة الطبيعية:- وتتكون من أربعة نظم مترابطة وثيقاً هي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، بما تشمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن، ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات، وهذه جميعها تمثل الموارد التي اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان كي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى.
2. البيئة البيولوجية:- وتشمل الإنسان "الفرد" وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية.
3. البيئة الاجتماعية:- ويقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره، ذلك الإطار من العلاقات الذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما، أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً وحضارة في بيئات متباعدة، وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية، واستحدث الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض واخترق الأجواء لغزو الفضاء.
 وعناصر البيئة الحضارية للإنسان تتحدد في جانبين رئيسيين هما أولاً:- الجانب المادي:- كل ما استطاع الإنسان أن يصنعه كالمسكن والملبس ووسائل النقل والأدوات والأجهزة التي يستخدمها في حياته اليومية، ثانياً الجانب الغير مادي:- فيشمل عقائد الإنسان و عاداته وتقاليده وأفكاره وثقافته وكل ما تنطوي عليه نفس الإنسان من قيم وآداب وعلوم تلقائية كانت أم مكتسبة.
وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أ، يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها و أن يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد.

 البيئة والنظام البيئي

يطلق العلماء لفظ البيئة على مجموع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات الحيوية التي تقوم بها، ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البيئية الغابة والنهر والبحيرة والبحر، وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي ( البدائيات، والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية) وكذلك كلعناصر البيئة غير الحية (تركيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث...الخويأخذ الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام البيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظام البيئي وعدم استنزافه.

 خصائص النظام البيئي:- ويتكون كل نظام بيئي مما يأتي:-
1. كائنات غير حية:- وهي المواد الأساسية غير العضوية والعضوية في البيئة.
2. كائنات حية:- وتنقسم إلى قسمين رئيسين:-
أ‌.        كائنات حية ذاتية التغذية: وهي الكائنات الحية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بوساطة عمليات البناء الضوئي، (النباتات الخضر)، وتعتبر هذه الكائنات المصدر الأساسي والرئيسي لجميع أنواع الكائنات الحية الأخرى بمختلف أنواعها كما تقوم هذه الكائنات باستهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتقوم بإخراج الأكسجين في الهواء.
ب‌.     كائنات حية غير ذاتية التغذية:- وهي الكائنات الحية التي لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها وتضم الكائنات المستهلكة والكائنات المحللة، فآكلات الحشائش مثل الحشرات التي تتغذى على الأعشاب كائنات مستهلكة تعتمد على ما صنعه النبات وتحوله في أجسامها إلى مواد مختلفة تبني بها أنسجتها وأجسامها، وتسمى مثل هذه الكائنات المستهلك الأول لأنها تعتم مباشرة على النبات، والحيوانات التي تتغذى على هذه الحشرات كائنات مستهلكة أيضاً ولكنها تسمى "المستهلك الثاني" لأنها تعتمد على المواد الغذائية المكونة لأجسام الحشرات والتي نشأت بدورها من أصل نباتي، أما الكائنات المحللة فهي تعتمد في التغذية غير الذاتية على تفكك بقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات ومن أمثلتها البكتيريا الفطريات وبعض الكائنات المترممة.
الإنسان ودوره في البيئة

يعتبر الإنسان أهم عامل حيوي في إحداث التغيير البيئي والإخلال الطبيعي البيولوجي، فمنذ وجوده وهو يتعامل مع مكونات البيئة، وكلما توالت الأعوام ازداد تحكماً وسلطاناً في البيئة، وخاصة بعد أن يسر له التقدم العلمي والتكنولوجي مزيداً من فرص إحداث التغير في البيئة وفقاً لازدياد حاجته إلى الغذاء والكساء.
وهكذا قطع الإنسان أشجار الغابات وحول أرضها إلى مزارع ومصانع ومساكن، وأفرط في استهلاك المراعي بالرعي المكثف، ولجأ إلى استخدام الأسمدة الكيمائية والمبيدات بمختلف أنواعها، وهذه كلها عوامل فعالة في الإخلال بتوازن النظم البيئية، ينعكس أثرها في نهاية المطاف على حياة الإنسان كما يتضح مما يلي:-
-          الغابات: الغابة نظام بيئي شديد الصلة بالإنسان، وتشمل الغابات ما يقرب 28% من القارات ولذلك فإن تدهورها أو إزالتها يحدث انعكاسات خطيرة في النظام البيئي وخصوصاً في التوازن المطلوب بين نسبتي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الهواء.
-          المراعي: يؤدي الاستخدام السيئ للمراعي إلى تدهور النبات الطبيعي، الذي يرافقه تدهور في التربة والمناخ، فإذا تتابع التدهور تعرت التربة وأصبحت عرضة للانجراف.
-          النظم الزراعية والزراعة غير المتوازنة: قام الإنسان بتحويل الغابات الطبيعية إلى أراض زراعية فاستعاض عن النظم البيئية الطبيعية بأجهزة اصطناعية، واستعاض عن السلاسل الغذائية وعن العلاقات المتبادلة بين الكائنات والمواد المميزة للنظم البيئية بنمط آخر من العلاقات بين المحصول المزروع والبيئة المحيطة به، فاستخدم الأسمدة والمبيدات الحشرية للوصول إلى هذا الهدف، وأكبر خطأ ارتكبه الإنسان في تفهمه لاستثمار الأرض زراعياً هو اعتقاده بأنه يستطيع استبدال العلاقات الطبيعية المعقدة الموجودة بين العوامل البيئية النباتات بعوامل اصطناعية مبسطة، فعارض بذلك القوانين المنظمة للطبيعة، وهذا ما جعل النظم الزراعية مرهقة وسريعة العطب.
-          النباتات والحيوانات البرية: أدى تدهور الغطاء النباتي والصيد غير المنتظم إلى تعرض عدد كبير من النباتات والحيوانات البرية إلى الانقراض، فأخل بالتوازن البيئية.


الإنسان في مواجهة التحديات البيئية

الإنسان أحد الكائنات الحية التي تعيش على الأرض، وهو يحتاج إلى أكسجين لتنفسه للقيام بعملياته الحيوية، وكما يحتاج إلى مورد مستمر من الطاقة التي يستخلصها من غذائه العضوي الذي لا يستطيع الحصول عليه إلا من كائنات حية أخرى نباتية وحيوانية، ويحتاج أيضاً إلى الماء الصالح للشرب لجزء هام يمكنه من الاتسمرار في الحياة
وتعتمد استمرارية حياته بصورة واضحة على إيجاد حلول عاجلة للعديد من المشكلات البيئية الرئيسية التي من أبرزها مشكلات ثلاث يمكن تلخيصها فيما يلي:-.

أ‌.        كيفية الوصول إلى مصادر كافية للغذاء لتوفير الطاقة لأعداده المتزايدة.
ب‌.     كيفية التخلص من حجم فضلاته المتزايدة وتحسين الوسائل التي يجب التوصل إليها للتخلص من نفاياته المتعددة، وخاصة النفايات غير القابلة للتحلل.
ت‌.     كيفية التوصل إلى المعدل المناسب للنمو السكاني، حتى يكون هناك توازن بين عدد السكان والوسط البيئي.
ومن الثابت أن مصير الإنسان، مرتبط بالتوازنات البيولوجية وبالسلاسل الغذائية التي تحتويها النظم البيئية، وأن أي إخلال بهذه التوازانات والسلاسل ينعكس مباشرة على حياة الإنسان ولهذا فإن نفع الإنسان يكمن في المحافظة على سلامة النظم البيئية التي يؤمن له حياة أفضل، ونذكر فيما يلي وسائل تحقيق ذلك:-

1. الإدارة الجيدة للغابات: لكي تبقى الغابات على إنتاجيتها ومميزاتها.
2. الإدارة الجيدة للمراعي: من الضروري المحافظة على المراعي الطبيعية ومنع تدهورها وبذلك يوضع نظام صالح لاستعمالاتها.
3. الإدارة الجيدة للأراضي الزراعية: تستهدف الإدارة الحكيمة للأراضي الزراعية الحصول على أفضل عائد كما ونوعاً مع المحافظة على خصوبة التربة وعلى التوازنات البيولوجية الضرورية لسلامة النظم الزراعية، يمكن تحقيق ذلك من خلال:
أ‌.        تعدد المحاصيل في دورة زراعية متوازنة.
ب‌.     تخصيب الأراضي الزراعية.
ت‌.     تحسين التربة بإضافة المادة العضوية.
ث‌.     مكافحة انجراف التربة.
مكافحة تلوث البيئةنظراً لأهمية تلوث البيئة بالنسبة لكل إنسان فإن من الواجب تشجيع البحوث العلمية بمكافحة التلوث بشتى أشكاله.
لتعاون البناء بين القائمين على المشروعات وعلماء البيئة: إن أي مشروع نقوم به يجب أن يأخذ بعين الاعتبار احترام الطبيعة، ولهذا يجب أن يدرس كل مشروع يستهدف استثمار البيئة بواسطة المختصين وفريق من الباحثين في الفروع الأساسية التي تهتم بدراسة البيئة الطبيعية، حتى يقرروا معاً  التغييرات المتوقع حدوثها عندما يتم المشروع، فيعملوا معاً على التخفيف من التأثيرات السلبية المحتملة، ويجب أن تظل الصلة بين المختصين والباحثين قائمة لمعالجة ما قد يظهر من مشكلات جديدة.

تنمية الوعي البيئيتحتاج البشرية إلى أخلاق اجتماعية عصرية ترتبط باحترام البيئة، ولا يمكن أن نصل إلى هذه الأخلاق إلا بعد توعية حيوية توضح للإنسان مدى ارتباطه بالبيئة و تعلمه أ، حقوقه في البيئة يقابلها دائماً واجبات نحو البيئة، فليست هناك حقوق دون واجبات.
وأخيراً مما تقدم يتبين أن هناك علاقة اعتمادية داخلية بين الإنسان وبيئته فهو يتأثر ويؤثر عليها وعليه يبدو جلياً أن مصلحة الإنسان الفرد أو المجموعة تكمن في تواجده ضمن بيئة سليمة لكي يستمر في حياة صحية سليمة.


التصحر DESERTIFICATION

يعتبر التصحر مشكلة عالمية تعانى منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم. ويعرف على أنه تناقص في قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروف تشبه الأحوال المناخية الصحراوية. لذلك فإن التصحر يؤدى إلي انخفاض إنتاج الحياة النباتية، ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي 46 مليون كيلومتر مربع يخص الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلومتر مربع أي حوالي 28% من جملة المناطق المتصحرة في العالم.( وتجدر الاشارة إلى ان التصحر يؤثر على نسبة الإنتاج النباتي لبعض المزروعات وهذا ينعكس على انتشار الجفاف في العديد من المناطق خصوصا في الوطن العربي و افريقيا .
خريطة التصحر العالمي

مفهوم التصحر

هو تعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشرية. ويؤثر التصحر تأثيراً مفجعاً على الحالة الاقتصادية للبلاد، حيث يؤدي إلى خسارة تصل إلى 40 مليار دولار سنويًّا في المحاصيل الزراعية وزيادة أسعارها.  

يخلق التصحر جوًّا ملائمًا لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح، مما يزيد من الضغوط الواقعة على أكثر موارد الأرض أهمية ألا وهو الماء. وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة فقدت الأرض حوالي 30% من مواردها الطبيعية ما بين سنتيّ 1970 و 1995
حيث تثير الرياح الأتربة في الصحراء والأراضي الجافة وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من مدن العالم، وتصل الأتربة من صحاري أفريقيا إلى أوروبا من خلال رياح الباسات حتى أنها تصل إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم استنشاق تلك الأتربة التي قد ثبت أنها تزيد من معدلات المرض والوفاة. تغطى الصحارى ما يقرب من خمس المساحة الكلية للكرة الأرضية، وهذه الصحارى باتساع مساحتها وزحفها والتهامها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، تشكل تهديداً للبيئة البرية. وتدل الإحصائيات على أن العالم يفقد سنوياً ما يزيد على ستة ملايين هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وتصل المساحات المتصحرة في العالم إلى ما يقرب من خمسين مليون كيلو متر مربع، ويصل عدد الأفراد الذين يتضررون من الجفاف والتصحر إلى ما يقارب من 150 مليون .

أسباب التصحر

بالإضافة إلى تأثير عوامل طقس على عملية التصحر فإن الكثير من العوامل البشرية أيضًا تؤدي إليها:

لاستغلال المفرط والزائد أو غير مناسب للأراضي الذي يؤدي إلى استنزاف التربة.
إزالة الغابات التي تعمل على تماسك تربة الأرض.
الرعي الجائر يؤدي إلى حرمان الأراضي من حشائشها.
أساليب الريّ الرديئة بالإضافة إلى الفقر

من الأمثلة الحية للتصحر ما تعانيه الصين حاليًا؛ حيث عانى هذا العام من أشد العواصف الترابية في تاريخه، وتتعرض أجزاء كبيرة من شمال البلاد إلى عملية التصحر حيث تهدد العواصف الترابية بابتلاع قريةلانجباوشان، حيث ستبدأ أول بيوتها في الاختفاء تحت الرمال في خلال عامين. تزحف الرمال نحو القرية بمقدار 20 مترًا في العام الواحد وليس بمقدرة القرويين إلا الانتظار. وهذا هو ثمن إزالة الغابات والرعي الجائر، وتقود الحكومة الصينية الآن حملة قومية لتشجير الصحراء على أمل أن تمتد الأشجار بجذورها لتمسك بالرمال المتحركة. كما أن الحكومة قامت بمنع إزالة الغابات، ولكن الحكومة الصينية تعترف بأن هذه الإجراءات ليست كافية، حيث أصبح معدل نمو الصحراء في الصين 200 كيلومتر في الشهر

يُعَدّ التصحر من أخطر المشكلات التي تواجه العالم بصفة عامة، والقارة الأفريقية بصفة خاصة؛ ولذلك خصصت الأمم المتحدة اليوم العالمي ضد التصحر والجفاف في السابع عشر من يونيو من كل عام. ولعل استعراض بعض الأرقام والإحصائيات يكون كفيلاً بإلقاء الضوء على فداحة المشكلة:
فعلى الصعيد العالمي، يتعرض حوالي 30% من سطح الأرض لخطر التصحر مؤثرًا على حياة مليار شخص في العالم.
ثلث الأراضي الجافة في العالم قد فقدت بالفعل أكثر من 25% من قدرتها الإنتاجية.
كل عام يفقد العالم 10 ملايين هكتار من الأراضي للتصحر. (الهكتار = 10 آلاف متر مربع  )
في سنة 1988 فقط كان هناك 10 ملايين لاجئ بيئي
يكلف التصحر العالم 42 مليار دولار سنويًّا، في حين تقدر الأمم المتحدة أن التكاليف العالمية من أجل الأنشطة المضادة للتصحر من وقاية وإصلاح وإعادة تأهيل للأراضي لن تتكلف سوى نصف هذا المبلغ (ما بين 10 - 22.4 مليار دولار سنويا)
إن ظاهرة التصحر تحول مساحات واسعة خصبة وعالية الإنتاج إلي مساحات فقيرة بالحياة النباتية والحيوانية وهذا راجع إما لتعامل الإنسان الوحشي معها أو للتغيرات المناخية. فإن حالة الوهن والضعف التي تشكو منها البيئة تكون إما بسبب ما يفعله الإنسان بها أو لما تخضع له من تأثير العوامل الطبيعية الأخرى والتي لا يكون لبنى البشر أي دخل فيها. والجزء الذي يشكو ويتذمر كل يوم من هذه المعاملة السيئة من الأرض هو "التربة". هناك اختلاف بين الأرض والتربة، فالتربة هي بالطبقة السطحية الرقيقة من الأرض الصالحة لنمو النباتات والتي تتوغل جذورها بداخلها لكى تحصل علي المواد الغذائية اللآزمة لنموها من خلالها. والتربة هي الأساس الذي تقوم عليه الزراعة والحياة الحيوانية، وتتشكل التربة خلال عمليات طويلة علي مدار كبير من الزمن لنقلملايين من السنين حيث تتأثر بعوامل عديدة مثل: المناخ – الحرارة – الرطوبة – الرياح إلي جانب تعامل الإنسان معها من الناحية الزراعية من رى وصرف وتسميد وإصلاح وغيرها من المعاملات الزراعية الأخرى.



التصحر في أفريقيا

وقد اقترح الخبراء  والعلماء العديد  من أساليب حل مشكله التصحر طبقا لمستوياتها المتعددة ومنها

ترك أساليب الزراعة التي تلحق الضرر بالبيئة ، والالتزام بالأساليب المرتبطة بالتربة، و التي تساعد على استعادة التوازن الطبيعي بين التربة والمجتمعات

استخدام مصادر الطاقة المتجددة بدلاً عن استخدام حطب الوقود مما سيساعد
على المحافظة على الغطاء النباتي

العمل على زيادة المقدرة الانتاجيه للتربة، مع مراعاة صيانة خصوبتها
والحد من تدهورها

استخدام الموارد المائية على وجه يضمن حمايتها

الاهتمام بالأرصاد الجوية مع ايلاء متابعته لظواهر التصحر والجفاف
والزحف الصحراوي أهميه خاصة.

الحفاظ على الغطاء النباتي

إصدار القوانين والتشريعات التي تساهم في مكافحه ظاهره التصحر

إقامة محميات بيئية

حماية الغابات من خلال تنظيم عمليات القطع ومكافحة الحرائق و مكافحة الآفات

تنظيم المراعى على وجه يجمع بين تنميتها و حمايتها

  إدراج مكافحه التصحر في المناهج الدراسية

نشر الوعي البيئي

تشجيع البحث العلمي في مجال مكافحه التصحر والزحف الصحراوي والجفاف

 إنشاء مؤسسات حكومية وأهليه تهتم بالمحافظة على البيئة ومكافحه التصحر

استخدام طرق وتقنيات مكافحة التصحر المناسبة.

العمل على إيقاف وتثبيت الكثبان الرملية

عواقب التصحر
ترتبط عواقب التصحر بالمرحلة التي وصلتها درجة تدهور الأراضي ويقسم التصحر إلى ثلاث درجات هي:
1ـ تصحر معتدل: هو بداية تدهور الغطاء النباتي كماً ونوعاً وتدني خصوبة التربة نتيجة للانجراف الريحي والمائي أو للملوحة أو للتلوث الكيميائي أو لسوء إدارة الموارد الطبيعية. وفي هذه المرحلة تتدنى القدرات الإنتاجية للموارد بنسبة تزيد على 25 ٪ من قدراتها الأولية قبل التصحر.
 تصحر شديد: وهو امتداد لجميع مظاهر التصحر وأسبابه حتى يصير من الصعب جداً عكس اتجاه التدهور المتزايد، وتتدنى القدرات الإنتاجية بنسبة تزيد على 50 ٪ من القدرات الأولية قبل التصحر.
3 ـ تصحر شديد جداً: وهو المرحلة الأخيرة التي تصبح فيها الأرض جرداء غير منتجة، ويستحيل عندها الرجوع إلى المراحل السابقة باستعمال الوسائل التقليدية. ويمكن تلخيص عواقب التصحر كما يأتي:
أ ـ ضعف تكيّف الأرض مع التقلبات المناخية الطبيعية: ففي الظروف العادية تتصف التربة والنبات والمياه العذبة وغيرها من الموارد في المناطق القاحلة بمقدرتها على التكيف مع التغيرات الطبيعية، ويمكنها في نهاية المطاف أن تستعيد عافيتها فيما لو تعرضت لاضطرابات مناخية مثل الجفاف أو حتى من التأثيرات الناتجة عن النشاط البشري مثل الرعي الجائر أو إزالة الغابات ، أما إذا انجرفت التربة أو تدهورت فإن مقدرتها على التكيّف تضعف بشدّة مما يسبب عواقب طبيعية واجتماعية - اقتصادية متنوعة.
ب ـ انخفاض إنتاجية التربة: إن الطبقة السطحية من التربة هي الأخصب، وعندما تتعرض هذه الطبقة للانجراف المائي أو الريحي يقل عمق التربة، وتفقد كثيراً من العناصر الضرورية لتغذية النبات والأحياء الدقيقة.
ج ـ تضرر الغطاء النباتي: إن فقد الغطاء النباتي هو نتيجة لتدهور الأراضي وفي الوقت نفسه يعد سبباً لذلك التدهور، إذ تعمل التربة المفككة والمعرَّضة للانجراف الريحي على غمر النباتات بالرمال أو تترك جذورها مكشوفة معرضة لمختلف المخاطر. وعند الرعي الجائر تختفي النباتات الصالحة للرعي لتغزو المراعي أنواع من النباتات متدنية غير صالحة للرعي.
د ـ انخفاض إنتاج الغذاء: يعد التصحر أخطر قضية عالمية للعلاقة الوثيقة بين تدهور الأراضي الخصبة وتدني إنتاج الغذاء. إن تلبية الاحتياجات الغذائية للنمو السكاني في العالم خلال الخمسين سنة القادمة يتطلب مضاعفة إنتاج الغذاء ثلاث مرات، ومن الصعب تحقيق ذلك حتى في أحسن الظروف، إذا لم توقف عملية التصحر أو يتم عكسها. إن إنتاج الغذاء سينخفض في العديد من الأراضي المتأثرة مما يؤدي إلى سوء التغذية أو نقصها ومن ثم يمكن أن تحدث المجاعات.
هـ ـ انتشار المجاعات: تحدث المجاعات عادة في المناطق التي تعاني الفقر أو عدم الاستقرار الأمني أو الحروب. ويساعد الجفاف وتدهور الأراضي غالباً على تفجر الأزمات التي تتفاقم نتيجة نقص الأغذية أو عدم المقدرة على شراء المتوفر منها.
و ـ تجاوز بعض العواقب حدود المناطق المتأثرة بالتصحر: يمكن أن تسبب الأراضي المتدهورة فيضانات مدمرة وترسبات في الأنهار والبحيرات والسدود وقنوات الملاحة. كما يمكن أن تؤدي إلى حدوث عواصف غبارية وتلويث الهواء مسببة أعطالاً مختلفة للآليات وانخفاضاً في درجة الرؤية، كما تتوضع ترسبات في الحقول أو على الطرقات والسكك الحديدية، ويسبب كل هذا ضغوطاً نفسية وأمراضاً متعددة تنفسية أو تحسسية وغيرها.
ز ـ العواقب الاجتماعية:  تتضح العلاقة القائمة بين التصحر وهجرة الناس لمواطنهم والنزاعات الناتجة عن ذلك، إذ تصير الموارد المائية في المدن والمخيمات التي يقطنها اللاجئون عرضة لضغوط شديدة، وإن صعوبة الظروف المعيشية وفقدان الهوية الثقافية تؤديان إلى إضعاف الاستقرار الاجتماعي.
ح ـ تبديد الموارد الاقتصادية: يعد التصحر سبباً رئيساً لنقص الموارد الاقتصادية، وتشير دراسة للبنك الدولي إلى أن استنزاف الموارد الطبيعية في أحد البلدان السواحلية في إفريقية يعادل 20% من إجمالي دخله القومي. وعلى المستوى العالمي فإن مقدار ما يفقد من الدخل السنوي في المناطق المتأثرة مباشرة بالتصحر يبلغ نحو 42 بليون دولار أمريكي.

وفيما يلي بعض الآثار التي يمكن أن يخلّفها التصحّر على صحة الإنسان:

·  ارتفاع مخاطر سوء التغذية بسبب نقص إمدادات الأغذية والمياه؛
·  زيادة الأمراض المنقولة بالمياه والأغذية نتيجة تدني مستوى النظافة الشخصية ونقص المياه النقية؛
·  انتشار الأمراض التنفسية بسبب الغبار الجوي الناجم عن التعرية بسبب الرياح وغير ذلك من ملوثات الهواء؛
·  انتشار الأمراض المعدية مع زيادة هجرة السكان.

التصحر في أفريقيا



مشكلة التصحر بالقارة الأفريقية مشكلة متداخلة ومعقدة لعل أهم عواملها الفقر، والذي يؤدي إلى سوء استخدام الأراضي الزراعية من أجل إنتاج أكبر كمية ممكنة من المحصول، وهو ما يؤدي إلى تدهور التربة، وبالتاليتعريتها، والتي تمثل بداية عملية التصحر.

التصحر عامل أساسي من عوامل هجرة أصحاب الأراضي المتصحرة داخليًّا وعبر الحدود، وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأراضي الزراعية في البلاد المستقبلة، وهو ما يزيد من الضغوط الاجتماعية والسياسية والنزاعات العسكرية، وبالتالي دخلت القارة في حلقة مفرغة لا تنتهي.

القارة السمراء تأتي في مقدمة قارات العالم من حيث التأثر بالمشكلة؛ حيث إن:

32% من اراضي العالم الجافة موجودة في افريقيا
73% من الاراضي الجافة بأفريقيا المستخدمة لاغراض زراعية قد اصابها التاكل و التعرية
في بعض المناطق بالقارة الأفريقية تفقد أكثر من 50 طنًّا من التربة لكل هكتار من الأرض سنويًّا. هذا يساوي فقدان 20 مليار طن من النيتروجين، و2 مليار طن من الفوسفور، و41 مليار طن من البوتاسيوم سنويًّا
أكثر الأراضي تأثرًا في القارة الأفريقية موجودة في سيراليون، ليبيريا، غينيا، غانا، نيجيريا، زائير، جمهورية أفريقيا الوسطى، إثيوبيا، وموريتانيا، النيجر، السودان، والصومال.

مناطق التصحر في العالم

التصحر في أفريقيا

مشكلة التصحر و أثره علي حدوث المجاعات و انتشار الأمراض في الصومال

ظاهرة التصحر تضرب الصومال: 

يتعرض الصومال في السنوات الأخيرة لموجة تصحر تمثلت في زحف الرمال وقلة الأمطار نتيجة التغير المناخي. ولم تقتصر أسباب التصحر على هذه العوامل الطبيعية، بل تفاقمت هذه الظاهرة بفعل التدخل البشري المتمثل في قطع الأشجار واستخدامها للتدفئة. وهذا ما أدى إلى انحسار الغابات وفتح المجال لزحف الرمال


الصومال الذي كان يمثل في الماضي نموذجا للمجتمع المتجانس عقيدة وثقافة وهوية ولغةأضحى اليوم على العكس من ذلك تماما، حيث يقدم بحسبانه النمط المثالي لما تكون عليه الدولة الممزقة، حتى أصبحت لفظة "الصوملة" في الأدبيات السياسية هي تعبير عن الدولة الفاشلة، فبمجرد أن يسمع المرء عن حصول مجاعة في منطقة ما في العالم، إلا وتكون الصومال في الذاكرة وكأنها الدولة الوحيدة التي ارتبط اسمها بالمجاعات والجفاف والحروب الأهلية على الرغم  من تهديد الجفاف والمجاعات لكثير من الدول، إلا أن مخاطر هذا التهديد  لا تمتد لفترات طويلة مثلما هو الحال في الدولة الصومالية.


تعريف المجاعة : هناك تعريفات عدة للمجاعة تشمل نقصا واسعا في الغذاء، يؤدي إلى ارتفاعكبير في معدلات الوفيات، ونقصا مفاجئا وحادا في عرض المواد الغذائية يتسبب بالجوع على نطاق واسع، وانهيارا مفاجئا في مستوى استهلاك الغذاء لعدد كبير من الأشخاص، وحصول مجموعة من الظروف في شكل يحول دون نيل عدد كبير من السكان غذاء كافيا، ما ينتج عنه سوء تغذية واسع الانتشار. و"تعتبر المجاعة جزئيا، ظاهرة اجتماعية تشارك في أحداثها الأسواق وأسعار الغذاء، والتركيبة الاجتماعية. ومنذ عام 2004 تبنتّ منظمات مهتمة بإغاثة المجاعات مثل: "برنامج الغذاء العالمي" و"وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية"، معيارا يتكون من خمس درجات لتحديد حجم المجاعة وكثافتها، مستخدمين عناصر مقومات المعيشة، وعدد الوفيات، وسوء تغذية الأطفال كمؤشرات لتوصيف درجات المعيار، وهي: انعدام الأمن الغذائي، وأزمة غذاء، ومجاعة، ومجاعة حادة، وأخيرا مجاعة قصوى أو كارثية.        أما الأمم المتحدة فتقصر استخدام "المجاعة "على الحالات التي يتجاوز فيها سوء التغذية 30 في المئة من السكان، ويموت أكثر من شخصين من كل 10 آلاف شخص يوميا، ويبرز نقص حاد في الحصول على الغذاء من جانب نسب عالية من السكان
وتحصد المجاعات في العادة الأطفال وكبار السن، لكنها نادرا ما تؤثر في معدل نمو السكان لأكثر من بضع سنوات"
         و"تتسبب مجموعة من العوامل في جعل بعض المناطق أكثر عرضة من غيرها للمجاعة، مثلالفقر، وسوء البنية التحتية، وضعف التكافل الاجتماعي، والنظم السياسية الاستبدادية، وضعف الحكومة وعدم قدرتها على معالجة الأزمات.         وتتراوح أساليب معالجة المجاعات بين وسائل إغاثة قصيرة الأمد، ووسائل معالجة طويلةالأمد. وتتمثل الأساليب القصيرة الأمد بمعالجة النقص في الفيتامينات والمعادن من خلال توفيرها وتوزيعها طبيا، وإعطاء المكملات الغذائية والتطعيم، وتحسين بنية الصحة العامة وتوزيع الحصص الغذائية وتوزيع المياه الصالحة للشرب
      وهناك قناعة متزايدة بين المجموعات المعنية بإغاثة المجاعة، بأن توزيع النقود مباشرة أو في شكل قسائم على سكان المناطق المتضررة بالمجاعة هي أرخص الطرق وأسرعها وأكثرها فاعلية لإغاثة المجاعة عندما يكون الغذاء موجودا ولكن لا يمكن شراؤه. واعتبرت بعض هذه المنظمات هذه الطريقة ثورة في عالم مساعدات الغذاء؛ لأنها تختصر كثيرا من تكاليف نقل الغذاء من مكان إلى آخر، وخزنه وإدارة توزيعه. أما في المناطق التي تعاني من الجفاف وشح عرض الغذاء، فإن توزيع المساعدات الغذائية بطريقة عينية هي الأمثل لإغاثة المتضررين. وتهتم الإجراءات الطويلة الأمد في المقابل، بمعالجة الأسباب التي تؤدي إلى المجاعة وتمنع حدوثها، ومنها: الاستثمار في أساليب الزراعة الحديثة مثل: الأسمدة، وطرقالري التي ساعدت كثيرا على إنهاء الجوع في الدول المتقدمة، وتبني نظم للإنذار المبكر تتوقع حدوث مجاعة وتسعى إلى منعها أو معالجتها قبل استفحالها 
       "وتعدد الأمم المتحدة عدة معايير لتعريف “المجاعة” التي أعلنتها في الصومال واعتبرتها مدمرة بسبب الجفاف والحرب، من ارتفاع نسبة الوفيات إلى سوء التغذية، وصعوبة الحصول على المياه. وطورت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في السنوات الخمس الأخيرة بالتعاون مع منظمات غير حكومية وأخرى تابعة للمنظمة الدولية “إطاراً متكاملاً لتصنيف الأمن الغذائي”، حيث أصبح المعيار الأكثر استخداماً. وبحسب “اللوحة المرجعية لهذا الإطار” هناك خمس مراحل ممكنة في الوضع الغذائي لبلد أو منطقة التي تعاني مشاكل، تبدأ “بشكل عام بالأمن الغذائي” وتنتهي بمرحلة خامسة هي “المجاعة/كارثة إنسانية”. 
        والسمات الرئيسية لهذه المرحلة “معدل وفيات يتجاوز الشخصين يومياً من أصل عشرةآلاف شخص، وسوء تغذية حاد يطال أكثر من ثلاثين بالمئة من السكان، وتوافر الغذاء بمقدار أقل من 2100 سعر يوميا لكل شخص، وأقل من أربعة لترات من المياه يوميا لكل شخص أو فقدان كامل لوسائل العيش فعليا. إلا أن هذا التعريف لا يلقى إجماعا.        ويشير "كريستوفر باريت"، الخبير في المساعدة الغذائية وأستاذ الاقتصاد في التنمية في جامعة كورنل في الولايات المتحدة، إلى أن المجاعة “تتسم بارتفاع معدل الوفيات أكثر من العادة بسبب نقص في المواد الغذائية، أو عدم إمكان الحصول عليها بشكل كاف، إما بسبب الجوع وإما بسبب الأمراض أو الأضرار التي يسببها سوء تغذية خطير وهو الأمر الأكثر شيوعا”
تعريف الجفاف: حالة ناتجة عن هبوط معدل تساقط الأمطار السنوي لفترة زمنية طويلة. وتسمى هذه الحالة أيضا القحط، وأثنائها تجف الأنهار والآبار والبرك، فتنخفض الموارد المائية للمزروعات والصناعات والأشخاص إلى الحد الأدنى، وتحمل الرياح القشرة الفوقية للتربة، كما تذبل المحاصيل الزراعية في المناطق التي لا تسقى بواسطة الري وتنفق (تموت) الماشية
      وتتعرض جميع مناطق العالم للجفاف الطبيعي، "حيث ينخفض معدل سقوط الأمطار عنمتوسطه المعتاد، ويستمر هذا الانخفاض عدة أسابيع، أو عدة شهور وربما عدة سنوات. ومن المؤسف أن يصل وقع تأثير الجفاف الممتد إلى حد الكارثة، ومن المحزن أن الكارثة شديدة الوطأة علي سكان المناطق المهمشة في الدول النامية"
تعريف التصحر: حسب المفهوم الذي أقره "مؤتمر الأمم المتحدة بشأن البيئة والتنميةUNCED عام 1992 فإن التصحر desertification هو تدهور نوعية الأرض في المناطق الجافة وشبه الجافة وشبه الرطبة، نتيجة لعوامل مختلفة تتضمن التغيرات المناخية والأنشطة البشرية"(6).         والتصحر يتسبب في "فقد مساحات شاسعة من أراضي زراعية خصبة؛ فتخرج من منظومة الإنتاج، وتقل القدرة المحلية لإنتاج غذاء وكساء تحتاجه أعداد متزايدة من البشر، خاصة في الدول النامية فيبدأ الجوع في الانتشار بين الناس
      والجوع هو أحد أهم المظاهر الرئيسية للفقر، وهو بالتزامن أهم مسببات الفقر ومشتقاته التي تتضمن تدني القدرة البدنية علي العمل فينخفض الدخل، وتتدهور القدرة الذهنية للأطفال؛ فتنخفض قدرتهم علي التعلم واكتساب المهارات فتقل فرص العمل"
"وكانت دراسة صدرت عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية في مجال مكافحة التصحر فيالوطن العربي عام 1996 قد حذرت من خطورة الوضع في الصومال؛ حيث ذكرت أن 82.70%من مساحة الصومال مهددة بالتصحر؛ مما يعني كثيرا من تكرار الجفاف والمجاعة في المستقبل وهو ما حدث بالفعل."

أسباب الجفاف في الصومال: العامل الجغرافي: تقع الصومال في البروز الشرقي من أفريقية المعروف بالقرن الأفريقي، وبذلك يطل الصومال على جبهتين بحريتين، على المحيط الهندي من رأس كامبوني بعد خط الاستواء جنوبا وحتى رأس عسير "غواردفوي" شمالا بمسافة طولها 2100 كم تقريبا، والثانية على خليج عدن من رأس عسير شرقا، إلى ما بعد زيلع غربا بمسافة 1200 كم، ولها حدود برية مع كل من جيبوتي وأثيوبيا وكينيا.  
ومن جهة أخرى فالصومال السياسي يقع ما بين درجتي عرض 12 شمالا و 3 درجة جنوبا. ويتميز سطح الصومال بأن معظمه هضابي متموج، حيث يسود طابع الهضاب معظم مساحةالبلاد (ثلثي مساحة البلاد) في الشمال، بينما السهول تسود معظم المنطقة الجنوبية
 وهناك مجموعات من السلاسل الجبلية كمجموعة حافة جولس ومجموعة جبال سراة ويتراوح ارتفاعها ما بين 500-6000 قدم.   أما السهول فالساحلية منها تستخدم كمراع طبيعية، بينما السهول الداخلية أكثر غنى من الساحلية وتستخدم للزراعة.  
       وللصومال ساحل طوله قرابة 3300 كم وبذلك يمتلك الصومال أطول شاطئ من بين الدولالعربية وثانيها من بين الدول الأفريقية بعد جنوب أفريقيا.    
أما المناخ فيمكن وصفه أنه مناخ صحراوي بالأساس، فالحرارة مرتفعة في جميع الفصول وتتراوح ما بين 15 – 30 درجة مئوية في معظم المناطق والساحلية منها خاصة، بينما تصل إلى 40 درجة في بعض المدن كزيلع وبربرا وبندر قاسم (بوصاصو) مما يدفع سكان تلك المدن الهجرة إلى النواحي المرتفعة في الداخل.    
         أما الأمطار فيتميز القرن الأفريقي عموما بأمطاره القليلة وغير المضمونة، إضافة إلى أنها زوبعية (تأتي لفترات قصيرة وفي مساحات محدودة). وعلى العموم فإن الأمطار في الصومال موسمية، تهطل معظمها في  فصلي الربيع والخريف، إضافة إلى كميات قليلة في الصيف وفي المناطق الساحلية فقط
 تتراوح كميات الأمطار في البلاد بين 50 مم – 800 مم. وتزداد هذه الكمية كلما اتجهنا من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب. ويتركز الجانب الأكبر من موارد الصومال في الرعي والزراعة، لكن نسبة استغلالهما لا تتعدى 2% من مساحة الأراضي الصالحة للزراعة كما قدر الخبراء.  وتعتمد الصومال بشكل رئيسي على تصدير رءوس الماشية إلى دول الخليج العربي، لكن معالثروة الحيوانية الضخمة التي تمتلكها البلاد إلا أن أغلبها تموت بمعدلات مرتفعة بسبب الجفاف.
وتحتوي أراضي الصومال على كنوز لم تستغل حتى الآن، وهي اليورانيوم والمعادن والنفط في المنطقة الوسطى والشمالية الشرقية من البلاد، أما الثروة السمكية الكبيرة تأتي من الساحل الطويل للصومال بدءًا من أقصى الشمال الغربي، مرورًا بخليج عدن، ثم المحيط الهندي إلى الحدود مع كينيا. ولا شك أن الموقع الجغرافي للصومال له دور كبير في هذه الكارثة الطبيعية، وتفسير ذلك أن التيارات البحرية تعرّض المناطق الساحلية للجفاف، وذلك حينما تهب من تلك البحار رياح تتميز بقدرتها على امتصاص بخار الماء، ونادرًا ما تُسقط أمطارًا؛ إذ إن شدة الحرارة تعمل على تبخر الماء ولا تكون هناك فرصة لتكثيفه.

العامل البشري: يمكن تعليل حدوث الجفاف بالرجوع إلى الإنسان، وذلك نتيجة لإزالته الغابات والنباتات الطبيعية (التصحر)؛ مما يؤدي إلى قلة النتح، وبالتالي قلة الرطوبة في الجو، وينجم عن ذلك ازدياد التبخر لمياه المطر، إضافة إلى أن الغطاء النباتي يحمي التربة من الانجراف والتعرية من جهة، ومن جهة أخرى يؤدي الرعي الجائر إلى إزالة الغطاء النباتي وتعرية التربة.       وفي ظل عدم وجود حكومة مركزية، والحرب الأهلية المستعرة، دخلت البلاد في دوامة من الفوضى تجاوزت عشرين عامًا، فانتهز بعض التجار هذه الحالة وقاموا بقطع الأشجار وإزالة الغابات بآلات متطورة وسريعة. وانتعشت على إثر ذلك تجارة الفحم وتصديرها إلى الخارج، ، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك بقطع النباتات وإزالة الغابات بالكامل بآلات متطورة وسريعة، وهذه الأمور كلها أدت لتحول الصومال إلي صحراء قاحلة "
         ويشير مهدي حاشي إلى أن العوامل الطبيعية التي أدت إلى وقوع المجاعة في الصومالقد عمت منطقة القرن الأفريقي بأكملها، "لكن حالة الفوضى التي يعيشها الصومال وفقدان المؤسسات التي من شأنها مواجهة مثل هذه المآسي، والتي ضاعفت من وطأة المأساة وحولتها من مجرد جفاف تمكن مواجهته ببعض الإجراءات لتقليل آثاره على حياة المواطنين، إلى كارثة تهدد حياة الملايين.        اللافت للنظر أن المنطقة المنكوبة التي أعلنت الأمم المتحدة المجاعة فيها تعد من أغنى المناطق الصومالية وأخصبها، حيث يمكن القول إنها تشكل سلة غذاء الصومال كله، ويعتمد أهلها على الزراعة.     إن الصومال لا يواجه أزمة مجاعة فحسب، بل أزمة وجود بعد عقدين من الشلل، حيثالأمراض تفتك بالناس بالجملة، وحيث تبتلع البحار مئات كل أسبوع، وتضيق مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة بالباحثين عن لقمة العيش"

موجات الجفاف في الصومال:         تكرر الجفاف في الصومال في القرن الماضي أكثر من عشر مرات على مدى عشرة عقودتقريبًا، ومن أشهر أعوام الجفاف التي لا ينساها الصوماليون في تاريخهم الحديث ذلك الذي حدث عام 1964، والذي أطلقوا عليه (عام جفاف المكرونة)، نسبة إلى المكرونة التي كانت توزع علي المتضررين في ربوع الصومال
         بعد عشر سنوات ضربت موجة جفاف جديدة البلاد عام 1974، وعُرفت محليا أيضابالجفاف "طويل الأمد"، ولكن تم آنذاك التغلب على آثاره بفضل وجود الحكومة المركزية، والتي أنقذت كثيرا من المواطنين ونقلتهم من الأقاليم الوسطى إلى الأقاليم الجنوبية حول ضفاف نهري جوبا وشبيلى
في عام 1992 وقعت أسوأ موجة جفاف في القرن العشرين في الصومال، ويُقدَّر عدد من قضوا نحبهم بسببها بأكثر من 300 ألف نسمة، وقد خيّم الجوع آنذاك علي أجزاء واسعة من البلاد، وهي الموجة التي جاءت على إثرها قوات أمريكية وأممية في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه بموجب قرار دولي من أجل حماية وتأمين وصول الإغاثة للمتضررين. توالت بعد ذلك على الصومال سنوات أخرى من الجفاف اتخذت طابع الاستمرار، فبعد أن كانت تلك الموجات متباعدة (كل عشر سنوات تقريبا كما سبق القول) صارت في الأعوام الأخيرة شبه متواصلة

موجة الجفاف الحالية بالأرقام:        حديث الأرقام حول الصومال يثير الرعب والفزع وكلها أرقام رسمية صادرة عن مؤسسات وهيئات دولية: تقدر الأمم المتحدة أن 10% من أطفال الصومال يموتون كل 11 أسبوعًا في المجاعة. أكثر من 13 طفلاً بين كل عشرة آلاف دون الخامسة يموتون يوميًّا في المناطق التي تعصف بها المجاعة. يقع نصف تعداد الصوماليين أي 3,7 ملايين شخص تحت تهديد المجاعة من بين 12 مليون شخص قد تأثروا من جراء موجة الجفاف في شرق إفريقيا. وحذرت وكالات الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة من أن الجفاف والمجاعة في الصومال قد يؤديان إلى مأساة إنسانية ذات أبعاد وخيمة؛ إذ سيحتاج شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ويمكن فهم المزيد من جوانب المأساة التي خلفتها موجة الجفاف الحالية في الصومال من بعض المعطيات الأساسية الواردة في تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاوالصادر في شهر إبريل/نيسان الماضي: يوجد2.41 مليون نسمة بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية، بزيادة قدرها 30% مقارنة بأعدادهم قبل ستة أشهر. نزح 1.46 مليون نسمة من سكان المناطق الوسطى والجنوبية بسبب المجاعة والصراع الدائر بين الفرقاء السياسيين. يعاني 940,000 من السكان أزمة غذائية حادة، ويشتكون من ضيق سبل الرزق. أصاب الجفاف وبخاصة في المناطق الجنوبية 241,000 طفل دون سن الخامسة بأمراض سوء التغذية الحادة، بزيادة نسبتها 9% عن ما كانوا عليه قبل ستة أشهر. (يبلغ معدل سوء التغذية الحاد في جميع أنحاء الصومال 16%). أدت موجة الجفاف الحالية إلى أن يكون إنتاج المحاصيل في الموسم الزراعي الحالي هو الأقل منذ عام 1995. ارتفعت أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية التي تستخدمها الأسر التي تقطن الجنوب بنحو 35 % منذ عام 2009
-  90% من المواشي نفقت في بعض أجزاء البلاد. يعيش في مقديشو وحدها أكثر من 100 ألف شخص من ضحايا المجاعة، فروا مؤخرا من المناطق التي ضربها الجفاف بجنوب ووسط البلاد. يصل 1700 صومالي يوميا في المتوسط إلى إثيوبيا و1300 آخرين في المتوسط إلى كينيا. أعلنت الأمم المتحدة أن منطقة سادسة في الصومال تعاني رسمياً من المجاعة، ما يرفع أعداد المحتاجين لمساعدات إنسانية في البلاد إلى أربعة ملايين شخص.
Next Post Previous Post