مقال : ما هو دور غاز القرن الأفريقي في تشابكات الشرق الأوسط الإقليمية؟


بقلم د. محمد عبد الكريم أحمد،
 باحث متخصص في الشئون الأفريقية، منسق أبحاث وحدة أفريقيا بمعهد الدراسات المستقبلية ببيروت

مقدمة

تسارعت منذ مطلع العام الجاري خطط استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي في منطقة القرن الأفريقي، وما يرتبط بها من سيناريوهات التكامل الإقليمي بين إثيوبيا وجيبوتي والصومال، وبدرجة أقل إريتريا. وتقع اكتشافات الغاز الطبيعي في القرن الأفريقي بين منطقة استكشافات وإنتاج بالغة النشاط في البحر المتوسط، وأخرى في شمالي موزمبيق حيث تملك احتياطيات هائلة واستثمارات متوقعة في الأعوام الخمسة المقبلة تتجاوز 40 بليون دولار. ومن ثم فإن غاز القرن الأفريقي –وإن كان محدودًا في الوقت الراهن- يساهم في إنتاج تشابكات إقليمية يصعب تجاهلها.

وبقراءة سريعة لخريطة الغاز الطبيعي في القرن الأفريقي نجد أن إثيوبيا تتصدر دول المنطقة من حيث الاحتياطيات المؤكدة، وتتركز في الإقليم الصومالي الإثيوبي (الأوجادين)، وقد أعلنت أديس أبابا بالفعل نهاية العام 2019 عن اكتشاف احتياطات مؤكدة في الإقليم الصومالي تصل إلى 7-8 تريليون قدم مكعب، كما اتفقت في مايو 2020 مع الصين على قيام الأخيرة بمعالجة وتوزيع 4 تريليون قدم مكعب، مع توقعات بتحقيق إثيوبيا 6 بليون دولار عائدات من الغاز الطبيعي من الإقليم الصومالي وحده خلال الأعوام الستة المقبلة (وهو ما يقترب من إجمالي الصادرات الإثيوبية في عام واحد). كما سبق أن اتفقت في ديسمبر 2019 مع جيبوتي على إقامة خط لنقل الغاز الطبيعي من إثيوبيا لميناء جيبوتي –باستثمارات صينية- بطول 767 كم (700 كم منه في الأراضي الإثيوبية). أما الصومال فقد أصدر قانونًا جديدًا لاستثمارات البترول والغاز في فبراير 2020، وهناك احتياطيات مؤكدة للغاز في إقليم “أرض الصومال”، الذي يسعى للاستقلال عن الصومال، ومنح بدوره تراخيص لشركات دولية منها شركة راس الخيمة للغاز RAK Gas. ووقعت الحكومة في مطلع مايو 2020 “خريطة طريق” لاستخراج البترول والغاز مع شركة شل- إكسون موبيل؛ كما تخطط لطرح 7 مناطق بحرية في أغسطس 2020 للاستثمار.


التشابكات الإقليمية في الشرق الأوسط

يمكن تصور تشابكات هذا التوزيع، إلى جانب الاحتياطات الهائلة في موزمبيق والتي تتجاوز 130 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، مع منطقة الشرق الأوسط الغنية بالغاز الطبيعي (والتي تملك وحدها نحو 38.5% من الاحتياطيات العالمية) في ضوء عدة اعتبارات:
الجوار الجغرافي

يمثل الجوار الجغرافي أحد أبرز التشابكات في توزيع مناطق الغاز الطبيعي في القرن الأفريقي والشرق الأوسط؛ إذ تقع منطقة القرن الأفريقي قرب مناطق غنية بإنتاج الغاز الطبيعي في الخليج العربي والبحر المتوسط، وعلى طرق التجارة العالمية الرابطة بين المحيط الهندي وهذه المناطق. وتأتي قطر، ذات الارتباطات الوثيقة بإثيوبيا والصومال، في مقدمة دول الخليج العربي امتلاكًا لاحتياطيات مؤكدة تصل إلى 24.7 تريليون متر مكعب (نهاية 2018)، منها مشروعات مشتركة مع إيران التي تملك 31.9 تريليون متر مكعب من الاحتياطيات المؤكدة([1]). كما تملك السعودية، ذات النفوذ التقليدي والكبير في القرن الأفريقي، احتياطيًا من الغاز الطبيعي (تقديرات العام 2018) يصل إلى 5.9 تريليون متر مكعب، وكانت الإمارات صاحبة الاستثمارات البترولية في مياه القرن الأفريقي الإقليمية تملك رقمًا مقاربًا تمامًا وإن أخذ في الارتفاع في مطلع العام الجاري بإعلانها في فبراير 2020 عن اكتشاف احتياطيات مؤكدة قبالة منطقة جبل علي تصل إلى 2.2 تريليون متر مكعب([2]) لتحل في المرتبة الثانية في قائمة الدول العربية المنتجة للغاز الطبيعي قبل السعودية وباحتياطيات 8.1 تريليون متر مكعب.

وتطل منطقة القرن الأفريقي على طريق التجارة البحري الرئيس المتجه من آسيا إلى شرق المتوسط وأوروبا. وبرزت إسرائيل، ذات المصالح العسكرية والأمنية المتصاعدة في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، كمنتج ومصدر رئيس للغاز الطبيعي في شرق المتوسط منذ ديسمبر 2019 مع بدء حقل ليفاثان Leviathan إنتاجه (باحتياطي مؤكد 18.9 تريليون قدم مكعب إضافة إلى احتياطي حقل Tamar الذي يصل إلى 8.4 تريليون قدم مكعب)([3]).

ويشكل التقارب الجغرافي فرصة لدمج قطاع الغاز الطبيعي في القرن الأفريقي في الصناعة العالمية –على المدى المتوسط على الأقل- عبر المنطقة المجاورة (الخليج العربي والبحر المتوسط)، عبر تيسير تجارة الغاز الطبيعي عبر مرافق البنية الأساسية في دول القرن الأفريقي ودمجها في الصناعة الإقليمية “الأوسطية” الآخذة في الازدهار حاليًا.


التنافس الإثيوبي- المصري

من الملفت حدوث تحول هام في مصر، أكبر أسواق الشرق الأوسط، في قطاع الغاز الطبيعي؛ إذ انتقلت من مستورد صاف للغاز إلى مصدر له في نهاية العام 2018، مع بدء عمليات الإنتاج الواسعة إثر اكتشاف حقل ظهر، الذي يعد أكبر حقول الغاز في البحر المتوسط والواقع ضمن امتياز الشروق، في العام 2015، وتبلغ احتياطاته المؤكدة 30 تريليون قدم مكعب([4]) (حوالي أربعة اضعاف الاحتياطيات الإثيوبية المؤكدة، وما يعادل 1.6 ضعف حقل ليفياثان Leviathan الإسرائيلي). كما تدخل مصر في شراكة قوية مع قطاع الغاز الطبيعي في إسرائيل بهدف إعادة تصدير كميات كبيرة من الغاز المستورد من الشركات الإسرائيلية الشريكة في حقلي ليفياثان وتمار Tamar عبر شركة دولفينوس هولدنجز Dolphinus Holdings المصرية (بمقتضى اتفاق تستورد مصر 85.3 بليون متر مكعب من الغاز على امتداد 15 عامًا([5]).

وليس بخافٍ أن الأزمة الحالية في العلاقات المصرية- الإثيوبية المتجسدة في مسألة سد النهضة، وإن لم تقتصر عليها بطبيعة الحال، تلقي بظلالها على مشروعات الغاز الطبيعي من عدة نواح، فإثيوبيا تتهم مصر مرارًا بتعزيز المطالب “الانفصالية” لصومالي إقليم “أوجادين” الذي يضم أغلب احتياطيات إثيوبيا من الغاز الطبيعي (ربما كان آخرها في الحملة الإعلامية التي شنتها صحف إثيوبيا مؤخرًا ضد تقديم مصر مساعدات عسكرية للحكومة الصومالية في فبراير 2020 وتأليب مسئولون من إقليم “أرض الصومال” ضد الاتفاق، الذي كشفت تفاصيله عن اشتراط القاهرة ضمانات على عدم وصول الأسلحة لأطراف ثالثة- على النقيض من التخوفات الإثيوبية المستفزة في حقيقة الأمر)([6]). كما تأتي صلة إثيوبيا بجيبوتي في مجال قطاع الغاز، وربما بدول أخرى لاحقًا لاسيما كينيا التي تستورد كامل استهلاكها تقريبًا من الغاز الطبيعي، لصالح تعزيز الدور الإقليمي الإثيوبي في القرن الأفريقي والبحر الأحمر؛ مما يؤثر على فرص مصر في مساعيها لاستعادة دورها التقليدي في المنطقة.


العامل التركي

أنفقت تركيا أكثر من بليون دولار مساعدات نقدية ومنح للصومال، مما دفع قطاع كبير من الصوماليين لاعتبار تركيا أحد أقرب حلفاؤهم. بينما تجاوز حجم التجارة بينهما أكثر من 200 مليون دولار. وتحل الصومال جزء من لائحة خطة التنمية الوطنية التاسعة للحكومة التركية في الفترة 2020-2024 لتشجيع الاستثمار الخارجي في التصنيع والنقل والبنية الأساسية والمصايد والطاقة وهي مجالات تملك فيها تركيا خبرات متميزة([7]).

وتتحرك تركيا بالفعل في العام الحالي لاستغلال فرص إنتاج الغاز والبترول والمعادن في الصومال عبر تكوين آلية للسماح للشركات التركية الخاصة والمملوكة للدولة باستكشاف فرص إنتاج الطاقة في الصومال؛ وتسعى تركيا لتفعيل مذكرة تفاهم تركية صومالية تعود للعام 2016 حول التعاون الشامل في مجال الطاقة والتعدين. وأكد رجب طيب أردوجان في يناير 2020 أن الصومال دعا بلاده للقيام بعمليات الحفر والاستكشاف في مياهه الإقليمية، وشبه الصومال بالحالة الليبية حيث تعتزم تركيا عمليات استكشاف في مياهها الإقليمية([8]).

ورغم عدم الحضور التركي حتى الآن في الاستثمارات الأجنبية في قطاع الغاز الطبيعي في إثيوبيا وما يتعلق به من مشروعات بنية أساسية تمتد إلى جيبوتي، فإن تطور القطاع سيشكل فرصًا أمام الشركات التركية التي تدعمها حكومة أنقرة (الشريك التجاري الثاني عالميًا مع إثيوبيا بعد الصين، وذات الوجود الاقتصادي الملموس في جيبوتي المجاورة) للقيام بمزيد من عمليات الاستكشاف، وتقديم خدمات دعم لوجيستي لمناطق الإنتاج والتصدير. وقد عززت تركيا بالفعل هذا التوجه في فبراير 2020 بالتصديق على اتفاق مع إثيوبيا من أجل التعاون في قطاع البترول والتعدين تضمنت المادة الأولى منه التركيز على تعزيز “التعاون في مجالي التعدين والهيدروكربون بين الطرفين على أساس تفاهم متبادل أخذًا في الاعتبار الخبرة وحاجات التطوير المطلوبة للطرفين.” ونصت المادة الثالثة منه على أن “تركيا وإثيوبيا ستقومان بمشروعات مشتركة في تطوير وتعزيز استكشافات المعادن والبترول والغاز؛ وتخزين وتسويق ونقل وتوزيع مشتقات البترول؛ وبناء وصيانة البنية الأساسية للبترول والغاز؛ وتطبيق تكنولوجيا الغاز([9]).

ويبدو أن العامل التركي سيكون له دور تحقيق اختراقات في القطاع في المرحلة المقبلة.


خريطة الاستثمارات العربية

تعد شركة غاز راس الخيمة RAK Gas من أهم الشركات المستثمرة في قطاع الغاز الطبيعي في ولاية “أرض الصومال” بجمهورية الصومال الفيدرالية، إضافة إلى امتيازات في مصر ومالاوي ومنطقة بمبا-زنزبار. وتعمل غاز راس الخيمة في إقليم أرض الصومال بالشراكة في الإنتاج مع شركة جينيل إنيرجي Genel Energy. وأجرت في منتصف العام 2019 مسح التصوير الطيفي microseepage في الأجزاء الغربية من القطعة SL9 لخفض مخاطر حفر آبار الاستكشاف في تلك القطعة، بينما طبقت جينيل مسحًا مشابهًا في نهاية العام 2019([11]). كما تسعى إثيوبيا بشكل حثيث إلى جذب استثمارات قطرية مباشرة في قطاعات التعدين والزراعة والخدمات، ويتوقع أن تسفر هذه المساعي عن تحقيق نتائج ملموسة في العام الحالي عقب منتدى الأعمال الإثيوبي Ethiopian Business Forum في قطر (فبراير 2020)، ودعوته الشركات القطرية لمزيد من الاستثمارات في المناطق الصناعية والمشروعات المختلفة خاصة في قطاع التعدين.

ورغم ذلك، تظل خريطة الاستثمارات العربية في قطاع الغاز الطبيعي في القرن الأفريقي محدودة للغاية.


تأثيرات التنافس الأمريكي- الصيني

لا يزال قطاع إنتاج الغاز الطبيعي والبنية الأساسية المرتبطة به في القرن الأفريقي –بشكل خاص – خاضعًا لهيمنة الاستثمارات الخارجية وارتباطاتها مع الشركاء المحليين واعتبارات الجدوى الاقتصادية من قبل المستثمرين الأجانب في المقام الأول (سواء مؤسسات ام حكومات). وتعد الصين والولايات المتحدة أهم لاعبين في القطاع في القرن الأفريقي، مع تقاطع الأولويات الاستراتيجية والاقتصادية والعسكرية لكل منهما مع حجم الوجود الفعلي ونفوذهما، وعلى سبيل المثال فإن الصين تنظر لغاز القرن الأفريقي –وغيره من المناطق الأفريقية- في ضوء هشاشة إمدادات البترول والغاز الصيني، وترى أن تامين هذه الإمدادات واحدة من أولويات الصين الجيوسياسية([12])، ويفسر الانخراط الصيني القوي في هذا القطاع لاسيما في نيجيريا المنتج الأول للغاز الطبيعي في أفريقيا. ومن جهة أخرى فإن الولايات المتحدة تستهدف بشكل أكثر دقة تأمين حضور استثماري قوي في خطوط أنابيب الغاز والبترول في القرن الأفريقي لاعتبارات جيوسياسية.

وكان ملفتًا أن الولايات المتحدة لم تحقق تقدمًا مفترضًا في تنمية خطوط البترول والغاز في المنطقة (التي تمثل واحدة من أهم مناطق النفوذ الأمريكي التقليدية في العالم)، وعلى سبيل المثال فقد سعت شركة بلاك رينو Black Rhino، التي تملكها صناديق تابعة لشركة الاستثمار الأمريكية بلاكستون جروب Blackstone Group إلى الإسراع في مشروع تشييد خط أنابيب وقود بطول 550 كم يربط إثيوبيا بجيبوتي، وحمل اسم خط انابيب القرن الأفريقي Horn of Africa Pipeline (HOAP) الذي يتسق مع سياسات إثيوبيا الإقليمية بشكل كبير؛ هو الأمر الذي لم يمض كما كان مخططًا،. بينما جاءت الاستثمارات الصينية الفعلية والمتوقعة في مجال تشييد خطوط أنابيب الغاز (والبترول) ضمن الاستراتيجية الصينية الأوسع “مبادرة الحزام والطريق” التي شملت تشييد الطرق والموانئ والمطارات وخطوط السكك الحديدية وشبكات الإنترنت([14]) وحققت اختراقات مهمة –وفي وقت وجيز في واقع الأمر- في منطقة القرن الأفريقي التي لم تشهد مثل هذا الاستقطاب الدولي، وهذه المرة “الأمريكي- الصيني”، منذ نهاية ثمانينيات القرن الفائت.


خلاصة

تأتي تشابكات الشرق الأوسط الإقليمية مع “غاز القرن الأفريقي” في اتساق تام مع أهمية وخطورة العلاقات بين دول المنطقتين، وفيما تلوح الاضطرابات في متن هذه العلاقات، لاسيما بين مصر وإثيوبيا، فإنه ثمة فرص اقتصادية لتعزيز تعاون إقليمي ربما تقوده بعض الدول الخليجية، خاصة الإمارات. كما توجد احتمالية ضئيلة بدمج قطاع الغاز الطبيعي في سياق تسوية إيجابية – غير مستحيلة بطبيعة الحال- لأزمة “سد النهضة” واعتماد خيار التعاون الإقليمي بين دول “حوض النيل” واستبعاد الخيارات الصفرية.

المراجع

[1] Countries with largest natural gas reserves in the Middle East, NS Energy, November 29, 2019 https://www.nsenergybusiness.com/features/largest-natural-gas-reserves-middle-east/

[2] UAE discovers trillions of cubic feet of shallow natural gas reserves, Energy World, February 3, 2020 https://energy.economictimes.indiatimes.com/news/oil-and-gas/uae-discovers-trillions-of-cubic-feet-of-shallow-natural-gas-reserves/73906102

[3] Israel’s Leviathan Field Begins Pumping Gas, Voice of America, December 31, 2019 https://www.voanews.com/middle-east/israels-leviathan-field-begins-pumping-gas

[4] Factbox: Egypt’s push to be east Mediterranean gas hub, Reuters, January 15, 2020 https://www.reuters.com/article/us-egypt-israel-gas-factbox/factbox-egypts-push-to-be-east-mediterranean-gas-hub-idUSKBN1ZE1ON

[5] Egypt

[6] Egypt gifts guns to Somalia despite the arms embargo, Somaliland expresses concern, Somaliland Standard, May 27, 2020 https://somalilandstandard.com/egypt-gifts-guns-to-somalia-despite-the-arms-embargo-somaliland-expresses-concern/



[7] Jama A. Mohamed, Turkey- Somalia relations: Opportunities and patterns for collaboration, Daily Sabah, May 11, 2020 https://www.dailysabah.com/opinion/op-ed/turkey-somalia-relations-opportunities-and-patterns-for-collaboration

[8] Nordic Monitor, Turkey sets up mechanism to explore oil, gas and mining opportunities in Somalia, February 22, 2020 https://www.nordicmonitor.com/2020/02/turkey-set-up-mechanism-to-explore-oil-gas-and-mining-opportunities-in-somalia/

[9] Turkey approves agreement with Ethiopia for cooperation in petroleum and mining, Nordic Monitor, February 20, 2020https://www.nordicmonitor.com/2020/02/turkey-approves-agreement-with-ethiopia-for-cooperation-in-petroleum-and-mining/


[11] Oil and Gas Exploration Activities in Somaliland – An Update, MENFAN, January 9, 2020 https://menafn.com/1099529146/Oil-and-Gas-Exploration-Activities-in-Somaliland-An-Update


[13] Tesfa-Alem Tekle, Ethiopia and Djibouti oil pipeline project set for construction, Sudan Tribune, February 11, 2016 https://www.sudantribune.com/spip.php?article57990

[14] China’s Strategy in Africa, Op. Cit.
Next Post Previous Post