مقال : محمد بن زايد وفضيحة ''هرجيسا''..


 بقلم الكاتب نصرالدين السويلمي

خلافا لجميع الدول العربية والافريقية والاوروبية..لنقتصر فنقول خلافا لكل دول العالم ومنظماتها وهيئاتها وكل الهياكل المنتصبة على سطح الكرة الارضية، خلافا للتاريخ والجغرافيا،اعلنت الامارات العربية المتحدة اعترافها بدولة ارض الصومال، لا حبا فيها و لا في رئيسها موسي عبدي بيحي، بل نزولا عند مصلحتها في السيطرة على مواني القرن الافريقي والتمكين لمواني دبي التي تستعملها ابو ظبي في انعاش تجارتها وخنق الملاحة التجارية التي لا تروق لها، كما تستعملها لمآرب اخرى أخطرها تلك الحربية والاخرى العدوانية التي تشكل حاضنة لوجستية للانقلابات والقلاقل هنا وهناك.

بكل فجاجة ودون العودة الى مواثيق الجامعة العربية ورغم الاحتجاجات الصادرة من الدولة المركزية في الصومال، ونيابة عن محمد بن زايد اعلن ااسيد سلطان بم سليم رئيس شركة موانئ دبي العالمية ان أرض الصومال دولة مستقلة منذ 27 سنة، بينما العرب والمسلمين والأفارقة والعالم باسره لا يعترف بوجود دولة اسمها ارض الصومال، ويتعامل معها الجميع على انها اقليم يتمتع بالحكم الذاتي، وحدها الامارات تتعامل معها كدولة مستقلة، ويصر محمد بن زايد على الاستعانة بأثيوبيا في الترتيبات التي تخص الاقليم ومينائه الاستراتيجي ولا يلتفت لمقديشو ولحكامها، 

وتجرأ هذا الذي يحارب الدول الاسلامية تحت لافتة العروبة، على استقبال الوفود الاثيوبية المعادية للدولة العربية في مدينة هرجيسا عاصمة الاقليم الصومالي، تلك التي فتحتها لأديس أبابا واغلقها امام مقديشو.

وحتى يدرك بعض الذين يهونون من خطورة اولاد زايد على تونس ودعوتهم ان الحديث عن انقلابات برعاية العائلة المالكة في ابو ظبي محض افتراءات او مبالغات ومنهم من وصفها بالتجني، ها هو محمد بن زايد يعترف بارض الصومال ويعمل على تقسيم دولة عربية فقط ليستتب الامر لشركته العالمية، بل ويبالغ في التعدي على سيادة دولة عربية، حين منح اثيوبيا نسبة 19% من ميناء بربرة، وقابل احتجاجات الصومال بالسخرية، تماما كما فعل ويفعل في اليمن حيث يسعى لإقناع السعودية بقبول انفصال اليمن الجنوبي عن شماله، ليس حبا في اهالي الجنوب ولكن حبا في ميناء عدن الذي يعد ثاني ميناء في العالم لتزويد السفن بالوقود بعد ميناء نيويورك!!!


اي نعم لقد وصل الامر بهذا الاخطبوط الى تقسيم الصومال من اجل ميناء بربرة وتقسيم اليمن من اجل ميناء عدن، فهل يتردد في دعم انقلاب او تنفيذ اغتيالات لإدخال بلادنا في فتنة قد تسهل له مهمة الاجهاز على الانتقال الديمقراطي التونسي الذي بات يؤرقه، ويعتبره فسيلة تنمو على مهل، وحين تشتد ستفرز مادة الالهام التي يخشاها كما تخشاها النظم العربية المتسلطة.


Next Post Previous Post