أكاديمي صومالي: تركيا الأولى عالميًا في بناء المؤسسات الحديثة بدولتنا



أشاد أكاديمي صومالي، برلماني سابق، بالدور الذي لعبته وما زالت تلعبه تركيا في بناء المؤسسات الحديثة ببلاده، التي طالما عانت من ويلات الحروب والكوارث لسنوات عديدة.
وقال أستاذ العلوم السياسية والنائب السابق في البرلمان الصومالي، عبد القادر جيدي في مقابلة مع الأناضول على هامش زيارته قطر مؤخرًا، إن “تركيا الدولة الأولى عالميًا في دعم وبناء المؤسسات الحديثة بالصومال”.
وأضاف جيدي أن “الدور التركي في الصومال لا يوازيه أي دور عربي أو إسلامي، على صعيد التعليم والصحة والأمن وغيرها من المجالات”.
وأكد الأكاديمي الصومالي، أن الدور التركي في دعم الصومال سياسيًا “ملموس ومتعاظم”.
وأوضح أن “هذا الدور بدأ مع زيارة أردوغان للصومال في أغسطس/ آب 2011 (كان رئيسًا للوزراء)، عندما كان الجفاف والمجاعة يحصدان أرواح الملايين من الصوماليين”.
وقال إن أردوغان “خاطر بحياته لزيارة الصومال، رغم خطورة الوضع الأمني حينها وإحجام زعماء العالم عن النظر لأوضاع البلاد، وهو ما اعتبره الصوماليون بمنزلة “إعادة للأمل الأمني والاقتصادي قادها أردوغان”.
وأشار إلى أن “أردوغان كان رئيس الوزراء الوحيد (آنذاك) في العالم العربي والإسلامي، الذي زار الصومال رفقة زوجته وبعض الوزراء”.
واعتبر جيدي أن الزيارة “كانت فتحًا وخيرًا على الصومال وشعبه، إذ بدأ عقبها المحيطان الإقليمي والدولي يهتمان بوضع البلاد”.
يشار أن أردوغان، زار مقديشو 3 مرات، في 2011 عندما كان رئيسًا للوزراء، وفي 2015، و2016 بصفته رئيسًا.
وعن تاريخ العلاقات التركية الصومالية، أشار جيدي إلى أن “البلدين يتمتعان بعلاقات قديمة منذ فترة الخلافة العثمانية، مُستشهدا بآثار صومالية تأثرت بالطراز العثماني”.
ودخل العثمانيون مقديشو في عهد السلطان سليمان القانوني، لإنقاذها من حملة بحرية برتغالية نهبت ودمرت المدينة.
وفيما يتعلق بالمساعدات التركية لمقديشو، أشار جيدي إلى أن أنقرة “قدمت في ذلك الوقت (2011) مساعدات تقدر بـ 500 مليون دولار، في الجانب الإنساني فقط”.
ووصلت إلى ميناء مقديشو مئات الأطنان من الطعام والدواء والكساء المقدمة من الشعب التركي، وقدمت تركيا وحدها في أيام الجفاف في الصومال 350 مليون يورو، حسب تقارير الأمم المتحدة.
النائب السابق، أكد أن هناك اهتمامًا تركيًّا بتأهيل البنية التحتية والطرق وبناء المستشفيات والمدارس، فضلًا عن الاهتمام بالجانب التعليمي.
كذلك فإن “أنقرة أعادت تأهيل المطار والميناء في العاصمة مقديشو، وتديرها حاليًا شركات تركية”، بحسب جيدي.
وتابع الأكاديمي الصومالي أن “مستشفى أردوغان” في مقديشو، يقدم مساعدات طبية مجانية لأكثر من 1000 شخص يوميًا.
ومستشفى أردوغان، (ديكفير سابقًا)، تم تأثيثه بدعم بلغ 135 مليون دولار، وتشرف عليه كوادر طبية تركية خلال 5 سنوات متواصلة، أملًا أن يكون جامعة لتخريج كوادر طبية صومالية.
ولفت أستاذ العلوم السياسية الصومالي إلى أن منظمات “الهلال الأحمر القطري”، والهلال الأحمر الإماراتي”، و “أطباء عبر القارات” التابعة لرابطة العالم الإسلامي ومقرها السعودية، لهم أدوار مهمة، لكنها محدودة مقارنة بالدور التركي.
وأكد أن الشعب الصومالي ممتن لدور تركيا الإنساني، المتجسد في واقع الصوماليين اليومي، “ولا توجد دولة عربية أو إسلامية استطاعت حتى الآن منافسة دور تركيا في دعم مقديشو”.
وتستثمر أنقرة في الصومال مئات الملايين من الدولارات في قطاعات اقتصادية وخدمية.
وفي الجانب التعليمي، أوضح جيدي أن تركيا فتحت جامعاتها أمام الطلبة الصوماليين، الذين وصل عددهم  أكثر من 1000 في المراحل الجامعية وفوقها (الدراسات العليا).
وقال جيدي إن “كل هذا يعكس اهتمامًا جديدًا لتركيا بتأهيل الدولة الصومالية علميًا، ما سيكون له مردود مستقبلي على نهضة البلاد”.
وقدمت تركيا منحًا لمئات الطلبة الصوماليين في مراحل دراسية مختلفة، فاقت خلال الفترة ما بين 2013 و2016، ما قدمته الدول العربية مجتمعة، باستثناء السودان.
كما افتتحت مدارس ومعاهد للتدريب المهني عالية الجودة، ما رفع مستوى دخل الشباب العاطلين عن العمل، وخفض نسبة الهجرة في البلاد.
وعن دور تركيا في دعم استقرار الصومال، قال جيدي إن أنقرة “افتتحت أكبر سفارة لها في العالم (بالعاصمة مقديشو)، وأنشأت قاعدة عسكرية (بكلفة 50 مليون دولار) لتدريب الجيش الصومالي”.
وفي 3 يونيو/ حزيران 2016، افتتح أردوغان، ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، مجمع السفارة التركية، في العاصمة مقديشو، لتكون البلد الـ39 إفريقيًّا من أصل 54 تسعى تركيا لافتتاح سفارات فيها.
وأكد الأكاديمي الصومالي أن كل ما تفعله تركيا “يدل على اهتمامها وحرصها على مساعدة الصومال وتحقيق التنمية والرفاهية فيه”.
كما وقع البلدان اتفاقية تعاون بمجال الصناعات الدفاعية في 25 يناير/ كانون ثاني 2015، ونصت على تشكيل لجنة مشتركة، تجتمع مرة كل 3 سنوات على الأقل لمناقشة الأمور المتعلقة بهذا الإطار.
وفي هذا السياق، قال جيدي إن “الصومال عانت منذ 3 عقود من التدخلات الأجنبية غير الحميدة”.
واستغل المناسبة للقول إن “تركيا لا تطمع لإضعاف الصومال، وهي تقوم بدور حميد”.
وطالب الدول التي تريد مساعدة الصومال بفعل دور إيجابي، وتوفير الحاجات الأساسية للشعب الصومالي، سواء في المجالات الإنسانية والتعليمية والتنموية.
وحذر جيدي “دولًا (لم يسمها) من أي دور سلبي (في الصومال)، والعمل على إضعاف مصالحه وهدم مؤسساته الناشئة”.
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في الصومال، أكد جيدي عدم وجود نزاعات أو حروب قائمة حاليًا في بلاده، ما عدا الأحداث التي تقف وراءها حركة الشباب من حين لآخر”.
وعن دور تركيا في تحقيق مصالحة شاملة في البلاد، أعرب أستاذ العلوم السياسية عن اعتقاده بأن أي دور لأنقرة في هذا الشأن “مرحب به من قِبل الشعب الصومالي”.
وأكد أن “الصوماليين يرحبون بأي دور إيجابي للأشقاء، ولأي دولة عربية تريد مساعدة بلادهم في تحقيق الاستقرار والمصالحة”.
ويسعى الصومال إلى تحقيق المصالحة بين القبائل في القرى والأرياف في مناطق جنوب ووسط البلاد، التي تشهد حربًا قبلية لا تزال مشتعلة بين الحين والآخر.
ومن العقبات التي تواجه تركيا لإعادة الاستقرار وتحقيق التنمية بالصومال، انقسام البلاد إلى دويلات متناحرة غير مُعترف بها، تغذيها أطراف خارجية، إضافة إلى الأوضاع الأمنية، بسبب هجمات حركة “الشباب”.
وفي سياق متعلق بدعم البلاد اقتصاديًا، أكد جيدي إن “أهم شيء يحتاجه الصومال حاليًا هو الاستقرار الذي سينهض بالصوماليين إذا توفر”.
ودعا في الوقت ذاته، رجال الأعمال الأتراك والدول الشقيقة إلى “الاستثمار في قطاعات مختلفة (..) بما يخلق فرص عمل للصوماليين ويساعد في نهضة البلاد”.
وعن العملية الديمقراطية في الصومال، أكد أستاذ العلوم السياسية والنائب البرلماني السابق، إجراء انتخابات مباشرة في البلاد سنة 2020.
وقال إن “العملية الديمقراطية مازالت في طور النشأة لكنها تتطور مع الزمن”. معربًا عن تطلع بلاده “لاستلهام النموذج التركي في هذا الشأن”.
وأشار جيدي، في ختام حديثه، إلى أن الأوضاع الأمنية والأزمة السياسية تؤثران بلا شك على ممارسة العملية الديمقراطية 

المصدر– وكالات 
Next Post Previous Post