أمي تفتخر لغتي الإنجليزية ، ولكنني أريد أن أتكلم اللغة الصومالية معها

زهيرا علي وهي طفلة مع والدتها، أسلي محمد
أمي (هويو) لديها طريقة خاصة لتدرس لك الكثير عن العالم، ولديها القليل عن نفسها.

تحكى لك الاجزاء من حياتها التي سوف تدفعك نحو تحقيق النجاح في الطريقة التي فعلتها هي ، دون السماح لك برؤية الصراعات التي مرت بها .وكثيرا ما تخبرني عن تعليمها في الصومال. قالت "أحببت المدرسة، وتفوقت في ذلك. وقالت: "كان الشيء المفضل لدي هو القيام بالدراسة". "أنا لا أتذكر أي اختبار فشلتُ فيه."
سألتها: "أنت لم تفشلي أبداً في المدرسة؟
فأجابت "لا أعتقد ذلك."

كنت فقط في الرابعة من عمري عندما جاءت عائلتي إلى أمريكا. اعتقدتْ أمي أن اللغة الإنجليزية هي مفتاح النجاح لأطفالها، ما لم تكن تتوقعه هو أن أتخلى عن لغتها الأم، الصومالية، في المقابل.

عندما كنت أصغر سنا كنت أتحدث مع أمي اللغة الصومالية وإلى إخوتي وأخواتي اللغة الإنجليزية. أمي كانت تحب مشاهدتنا ونحن نطور حديثنا باللغة الإنجليزية. كانت فخورةً جداً.

ولكن مع تقدمي في السن، لم أكن قادرةً التعبير عن نفسي بالطريقة التي أردتها في اللغة الصومالية. وهذا يعني أن أمي لم تكن قادرةً على حصول راحة وطنها داخل منزلها.

بالنسبة لأمي كانت تخشى أن نفقد أنا وإخواني لغتنا - ونفقد معها ثقافتنا.لذلك بدأت تدفع جميع أطفالها إلى تبني ثقافتهم ولغتهم.

لعبنا مباريات كثيرة حيث كانت أمي تختبرنا بالمفردات الصومالية باستخدام القاموس المصور.

ولكن بمجرد أن بدأتُ أتكلم الصومالية في كثير من الأحيان، أدركت كم من المتاعب كان علي ، لهذا تخليت عن اللغة.
كنت محرجة من عدم معرفة لغتي لذلك دفعت ثقافتي بعيدا معها. 

توقفت رغبتي في الرد على الهاتف والتحدث إلى أقاربي في الصومالية. لم أكن أذهب الى المسجد أو السوق الصومالي.

عندما أدركتْ أمي لماذا لم أكن أذهب إلى أي مكان معها قالت انها تريد مني أن أذهب أكثر من ذلك. وقالت لي إنني لن أحسن أبدا لغتي الصومالية إذا لم أحاول.ما لم تخبرني هو أنها مرت نفس الشيء عندما كانت تتعلم اللغة الإنجليزية.

عندما جاءت أمي إلى أمريكا قبل 13 عاما، قالت لي انها جاءت مع سبعة أطفال ولم يكن لديهم معرفة باللغة الإنجليزية. أمضت خمس سنوات في دورات اللغة الإنجليزية في محاولة للتعلم.

كان لديها أحلام الذهاب إلى الكلية، لكنها كانت تعتقد أن أطفالها لن يكونوا قادرين على تحقيق النجاح إذا كانت هي تسعى لنفسها أيضاً. عملت أمي أياماَ وأرادت دائما ان تقضى الليالي مع أطفالها.

قالت: "إذا كنت أدرس وأركز في دراستي ، فسوف تخسرين ". "يجب أن أشجع الجميع".تعلم اللغة الإنجليزية كان صعباً عليها بعض الأحيان، بالطريقة التي حصلت معي عندما أتكلم الصومالية. كلماتها لم تكن تخرج بشكل سليم .

وقالت لي : "كنت أشبه شخصا لم يدرس أي شيء لأنني لم أكن أعرف اللغة الإنجليزية". "كان أمراً محرجاً."

لكنها لم تتوقف أبدا عن التحدث باللغة الإنجليزية ولم تخبر أحدا أنها لا تستطيع أن تفعل ذلك. 

وأظهرت لي أنني لست بحاجة إلى أن أكون متحدثة خبيرة باللغة الصومالية لأكون صومالية ، كل ما كنت بحاجة إليه هو الرغبة في مواصلة المحاولة.

بقيت أمي في أمريكا من أجل أطفالها وأرادت أن تتعلم اللغة الإنجليزية من أجل أطفالها. وانا أريد أن أتحدث الصومالية من أجل أمي .


أريد أن أكون قادرةً على التحدث معها باللغة التي تجعلها تشعر أكثر كأنها في وطنها . وآمل في يوم من الأيام ان أشعر تماما كما في الوطن مع اللغة الصومالية كم تفعل أمي 

زهيرة علي مع هويو أسيلي محمد في دي موين مارينا في وقت سابق من هذا العام

بقلم : زهيرة علي 

ترجمة : شبكة بونتلاند ترست
Next Post Previous Post