إقليم جاردفو .. جمال الطبيعة يصطدم بنقص الخدمات ( الجزء الأول )

في أقصى شمال شرق الصومال وفي هرم مناطق التي سماها الفراعنة  أرض البنط أرض العود والعنبرواللبان  يقع إقليم جاردفو المشهور سابقا بإقليم "رأس عسير " يبعد على مسافة 700كم من عاصمة ولاية بونت لاند جروى ويسكنه ما لا يقل عن 100 الف نسمة موزعيين في قرى ومدن ومراعي  في الإقليم وهو يعتبر نقطة العبور بين مناطق التي تطل على البحر الأحمر والمحيط الهندي ويشتهر إقليم جاردفو  بثرواته الطبيعية والمناظر الخلابة والحصون الشهيرة والشاهدة على عراقة الماضي وتاريخية المنطقة

ويعاني إقليم جاردفو بنقص كبير في الخدمات الأساسية كالتعليم والمراكز الصحية وتعاني نساء مناطق الإقليم عند الولادة  حيث يتم نقلهم عبر المحيط الى أقاليم أخرى لتلقى العلاج وكثير منهم 
يمتن اثناء النقل

أحد معالم إقليم جاردفوا
ويقول أعيان الإقليم انهم أرسلوا العديد من الشكاوى والمناشدات للمسؤولين في ولاية بونت لاند بسبب ما يمرون به من عدم وجود خدمة صحية أساسية لأهالى الإقليم ، ورغم زيارة رئيس ولاية بونت لاند الدكتور عبدولي محمد علي جاس ووزراء آخرين ورؤيتهم وضع الإقليم السيئ على الطبيعة، ورغم وعده بإعادة إحلال وتجديد المستشفىات والمراكز الصحية في الإقليم  وتجهيزهم بأحدث الأجهزة والخدمات الطبية وتحويلهم إلى مستشفيات متكاملة، فإنهم اكتشفوا أنها وعود كاذبة،

عزلة

يقال.. إن الطريق شريان الحياة وإن أساس أي تنمية تكمُن في توفر شبكة طرقات حديثة تربط البلاد ببعضها البعض وتربط المركز بالأطراف، وتسهل حركة الناس وانتقالهم .... لكن يبدو أن هذه المقولة غير فاعلة في إقليم جاردفو، فمعظم القرى في الإقليم  مازالت بدون طرقات حتى اليوم وتعيش عزلة حقيقية.

وكثير من الطرقات التي شقت إلى بعض القرى عبارة عن طرق ترابية ووعرة جداً تختفي عند هطول الأمطار وتتحول الوديان إلى مستنقعات والجبال إلى جزر معزولة وبذلك تتوقف الحركة في بعض الأيام نهائياً في بعض قرى المنطقة ،وبرغم أن الأمطار قد تكون أحياناً قليلة إلا أن الانحدار الشديد للجبال والطرقات يستوجب إصلاحها عقب كل مطرة.

لا تتوفر المواصلات يومياً في معظم قرى المنطقة ومراعيها ، مما يضطر المسافر للانتظار لأيام حتى يجد سيارة يسافر عليها إلى إحدى المدن.

في بعض المناطق إذا أراد المرء أن يذهب إلى مدينة أخرى  فإن ذلك يستغرق منه مابين 3- 5 ساعات سفراً بالسيارة، في حال صلاحية الطرق وعدم تعرضها للأمطار.

معظم المرضى الذين يتم إسعافهم إلى المدن يستغرقون زمناً يتراوح بين 8-12ساعة، هذا بالنسبة للمناطق التي تتوفر فيها طرقات، والممرات المائية  أما المناطق التي لم تصلها الطريق إلى اليوم فإن المريض يُحمَل لعدة ساعات على الأكتاف وفوق الحيوانات )الجمال( إن وجدت، حتى يصل إلى المكان الذي تتواجد فيه طرق السيارات وتبدأ من هناك رحلة أخرى إما عبر البحر او بسيارة نقل كبيرة 
ولابد من الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من المرضى يستسلمون لمرضهم حتى الموت بسبب عدم امتلاكهم أجور النقل من قراهم إلى المدن.

وليس مبالغة عندما نقول إن معظم من تم إسعافهم إلى المدن وخاصة من الذين يصابون بأمراض مفاجئة وحالات الولادة عند النساء أو التردي من الجبال أو حوادث الرصاص أو انقلاب السيارات تزحلقها في الجبال أو التعرض للدغ الثعابين والعقارب ... إلخ هؤلاء يموتون قبل أن يصلوا إلى المستشفيات المقصودة في المدن الكبيرة في الأقاليم الآخرى والتي يبعد أقربها مئات الآلف من الكيلو مترات 

وترتفع أسعار السلع والمنتجات بصورة كبيرةعن أسعارها في المدن نتيجة ارتفاع أجور النقل وتتراوح الزيادة من 50-80% في المتوسط، وأحيانا تزيد على 100% 




Next Post Previous Post