عودة مغترب صومالي من أقصى شمال أوروبا الى رأس عسير اقصى شمال شرق الصومال



بعد سنوات من الغربة والعمل، تتفاقم في أذهان المغتربيين فكرة الرجوع إلى أرض الوطن ، الى وطن الأم ، لزيارة الاهل والاقارب وللسياحة والى غير ذلك من الامور ومنذ ذلك الوقت يبدأ المغترب بشبك اصابعه تارة وابعادها تارة أخرى يحسب كم بقي من الايــــــام ليعـــــــــــود لـــ أرض الــــــوطــن.

 يوم المغترب يكاد لا يمرُّ دون العودة بالحنين إلى أيامٍ مضت، تلك الأيام التي حُفرت في وجدانه كلوحٍ فرعونيّ لا يموت فهو هواءٌ تنفسه فصار تحت جلده وماءٌ شربه حتى صار يمشي في عروقه 

 يمكن لأي شخص أن يذهب إلى مكان آخر، أو أن يعيش على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، لكنه لن يترك وطنه أبداً هذه مقولة قالها "سوي كيد " وبعد فراق طويل وغياب عن الوطن وبعدٌ عن الأهل والاحباب قرر العاقل محمد على آذن أن يرجع من الغربة ومن بلد المهجر في دنمارك اقصى شمال أوروبا وواحدة من الدول الاسكندنافية ليقوم بزيارة الى وطنه ، ومسقط رأسه في أقصى شمال شرق الصومال

 وبعد أن زار الكثير من مناطق في الصومال ـ عاد الى إقليم الذي نشأ فيه والذي تفوح منه رائحة الأجداد والاحباب ، زار الاماكن التي تحكي عن الماضي وقصص الطفولة وجنون المراهقة ، عاد الى أقليم رأس عسير المسمى حاليا " جاردفو" عاد الى أرض العود والعنبر فقد كانت تنطلق منها قوافل البخور واللبان لتتجه الى الهند بدرجة اساسية والى دول الخليج لتنطلق بعدها الجمال محملة بالبخور واللبان إلى مصر وغزة لتصل إلى بلاد الروم والدول الواقعة على البحر الابيض المتوسط وما وراءها

 وزار كذلك المناطق الجبلية التي يحيطها المحيط من كل مكان عاد الى المنطقة التي تمتلك اطول ساحل في المنطقة والتي تمتد شواطئها على واجهتين بحريتين و هي البحر الأحمر والمحيط الهندي. 

 وفي غضون زيارته للمنطقة تحدث معي عن الوطن وعن التغير الذي حدث، تحدث بالعربية تارة والدنماركية تارة اخرى وبالحبشية وباللغة الصومالية يعبر فيها شوقه الى الوطن والترحيب والاستقبال الذي وجده من قبل الجميع، تحدث عن مؤدبات العشاء والامسيات الترحيبية وباللبن الطازج وكذلك بالاسماك بكل انواعها وطرق طبخها ، تحدث عن مزارع التمور المنتشرة في كل مكان وتحدث عن المناظر الطبيعية الخلابة  والاجواء الجميلة

 ويقول وهو يواصل الحديث مهما تغرب المرء في مشارق الارض ومغاربها يظل الوطن دائما سماء تظله , تجود عليه بغيث الحنين والاشتياق وترسل اليه الشمس بالدفء والامل في كل صباح

 وللحكاية بقية ....

 بقلم : محمد إبراهيم أحمد 
مدينة برجال - إقليم جاردفوا 
 بونتلاند ترست























Next Post Previous Post