في الصومال .. 5 تحديات تطفئ نور الانتخابات


يواجه المشهد السياسي الصومالي العديد من التحديات والعقبات التي من شأنها عرقلة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة لتضيع الفرصة أمام بلد دمرته الحروب الأهلية والصراعات القبلية التي لا تنظر إلا لمصالحها الشخصية الضيقة على حساب مصالح مستقبل الصومال.  
  
 واتفقت القوي السياسية الصومالية مطلع هذا العام على إجراء الانتخابات وفق نظام قبلي سمي 4.5 أي أربع قبائل كبيرة ونصف قبيلة التي تمثل القبائل الصغيرة.

النموذج الانتخابي
ويتوقع أن ينتخب 14025 مندوبا يتم اختيارهم من كافة شرائح المجتمع الصومالي بحيث يكونوا على أساس قبلي وممثلي القبائل في غرفتي البرلمان، ومجلس الشيوخ البالغ عدده 54 عضوا، ومجلس النواب البالغ عدده 275 عضواً.

وينص النموذج الانتخابي الوطني أنه يجب أن ينتخب المرشح الواحد 51 شخصا من مندوبي العشائر، وذلك في عملية معقدة قد يلعب المال السياسي فيها دورا بارزا ًفي تحديد الأشخاص الذين ينتخبون لغرفتي البرلمان.

 تحديات الصومال
بدورها قالت أسماء الحسيني الباحثة المتخصصة في الشؤون الإفريقية إن الصومال أمامه فرصة كبيرة لتحقيق ذاته من خلال انتخابات رئاسية وتشريعية يراها الشعب الصومالي أنها أملا يلوح في أفق بلد دمرته الحروب الأهلية.

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الصومال عاش أكثر من 20 عاما منذ ضياع دولته المركزية بسبب الحروب الأهلية وتدخلات القوى الدولية والإقليمية والتي تسببت في وصوله إلى الهاوية ليصبح عنوانا للجوع والفقر .

وأوضحت أن الصومال الآن يواجه الكثير من التحديات التي قد تكون عائقا لفرصة حقيقية يحدد من خلالها مصيره، أهم تلك التحديات عدم وفاء المجتمع الدولي بالمساعدات التي فرضها على نفسه للصومال، والوضع الأمني المذري، والوضع الاقتصادي المتدني، وعدم وجود توافق سياسي، وغياب الدعم العربي.

وأشارت إلى أن أخطر تلك التحديات هى عدم التوافق السياسي في ظل نظام انتخابي غير مباشر لن يفرز منتج انتخابي قادر على التغيير للأفضل، وذلك لأن المحاصصة السياسية ستكون هى الهدف بين الفرقاء السياسيين وليس البحث عن مستقبل أفضل.

ليست مجدية
ويرى الباحث السياسي بالمركز العربي الإفريقي محمود كمال إن تراجع الدور العربي أحد أهم تحديات الصومال، خاصة وأن الدور الدولي يدخل بقوة لإعادة ترسيم الحياة السياسية في الصومال وقطعا ذلك ليس من أجل الصومال ولكن من أجل مصالحهم.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن المطلوب من الدول العربية أن تركب قطار إنقاذ الصومال وأن تهتم ولو قليلاً  بما تبقى من هذا  البلد قبل أن تتم السيطرة الغربية كما حدث في الدول العربية مثل سوريا وليبيا والعراق.

وأوضح أن تعرض داعش لضربات في سوريا والعراق وليبيا ستجعله يفكر لتكثيف وجوده بشكل أكبر في الصومال، وهو ما ستتخده الدول الغربية ذريعة للتدخل العسكري وتدمير ما تبقي من بلد دمره أهله باقتتالهم لعقديين متتاليين.

ونوه إلى أنه بناء على كل هذه المعطيات فإن الانتخابات في الصومال بالطريقة غير المباشرة لن تكون مجدية ولن تحقق آمال انتظرها الصوماليون كثيرا، لافتا إلى أن ذلك إخفاقا سياسيا وقع فيه رئيس البلاد يتحمل مسؤوليته وحده.

وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قد تعهد عقب ولايته بإجراء انتخابات مباشرة من أجل تحويل الواقع السياسي الصومالي للأفضل، لكن أعلن مؤخرا أنه مضطر لاجراء انتخابات غير مباشرة بسبب الأزمات السياسية والأمنية التي عصفت بالبلاد.

المصدر :مصر العربية

Next Post Previous Post